تعرف علي دلالات فوز الموريتاني ولد التاه برئاسة البنك الإفريقي للتنمية

خاض معركة شرسة مع 4مرشحين

فاز الموريتاني سيدي ولد التاه  بمنصب محافظ البنك الإفريقي للتنمية بعد تفوقه على المرشحين الأربعة الآخرين بعد ثلاث جولات من التصويت بأغلبية مريحة للغاية .

وأصبح الرئيس التاسع للمؤسسة الأفريقية للسنوات الخمس المقبلة بعد حصوله على أكثر من 76.18% من الأصوات على حساب الزامبي صامويل ميمبو 20.26% والسنغالي أمادو هوت 3.55% وحل المرشح التشادي محمد عباس في المركز الأخير، بعد حصوله على 0.88%.

في الجولة الثانية والثالثة، نجح ولد التاه، في استقطاب عدد كبير من الأصوات، حيث حصل بالفعل على أكثر من ثلثي الأصوات بين المساهمين الأفارقة.

وبحسب المحلل السياسي الموريتاني سلطان البان فإن هذا الفوز يعود للنجاحات التي حققها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني حركة ديبلوماسية ة  خلال توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي في عام 2024

وبل  قادت جهوده نواكشوط وفقا لتغريدة البان علي منصة “إكس ” لبناء شبكة علاقات إفريقية ودولية من خلال مشاركته في قمم دولية بارزة مثل مجموعة العشرين، وزيارات متعددة إلى دول إفريقية وعواصم عالمية،

إضافة إلى معالجة ملفات إقليمية ودولية مثل النزاعات والأزمات التنموية، هذه الأرضية الديبلوماسية الخصبة استفاد منها ولد التاه بشكل كبير مكنته من الوصول إلى منصب رئاسة البنك الافريقي للتنمية بعد جولات انتخابية قسّمت قوّة منافسيه.

من جانبه يرغب الرئيس الجديد لبنك التنمية الافريقي سيدي ولد التاه أن يكون جسرًا بين أفريقيا والعالم العربي، انطلاقا من العلاقات الديبلوماسية القوية التي يملكها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني و الفترة التي قضاها ولد التاه على المصرف العربي للتنمية الاقتصادية الذي تملكه دول الجامعة العربية،

وحقق ولد التاه بحسب البان  بالفعل تحولًا كبيرًا في أداء المؤسسة، حيث ضاعف الميزانية العمومية أربع مرات، بالتالي يسعى إلى تحقيق أهداف المؤسسة من خلال بناء علاقات جيدة مع الشركاء الإقليميين بصفته جسراً بين العالم العربي وأفريقيا

ومن المهم الإشارة هنا إلي أن الوضع المالي والاقتصادي الجيد لبنك التنمية الافريقي تحت قيادة الرئيس المنتهية ولايته أكينومي أديسينا حيث حققت المؤسسة أرباحًا صافية بلغت 310 مليون يورو العام الماضي و في عام 2024، بلغ إجمالي الموافقات حوالي 10.6 مليار يورو، وهو رقم قياسي سيلعب دورا في تسهيل مهمة الرئيس الجديد

. وفي الوقت نفسه، انفق  بنك التنمية الأفريقي 6.4 مليار يورو، وهو رقم أعلى بنسبة 15% عن عام 2023 مما يتطلب من الرئيس الجديد ولد التاه تظافر الجهود واستغلال الفرص لزيادة رأس المال المدفوع من أجل تحقيق المزيد، وهذا ربما يفسر مصدر قوّة حشد الأصوات التي مكّنت الدول الأعضاء من التصويت في الجولتين الثانية والثالثة بكثافة.

ووفقا للبان فعند مقارنة نهج أديسينا وولد التاه في قيادة البنك الأفريقي للتنمية، يبرز الفرق بين التوسع المالي والقيادة الحذرة كأسلوبين متمايزين في إدارة المؤسسة، على الرغم من تباين استراتيجية الرئيس الجديد لبنك التنمية الافريقي سيدي ولد التاه والتي تتميز بنوع من الحذر، مع نهج سلفه أديسينا،

فينما رد  الأخيرمنها  خمس أهداف: إطعام أفريقيا وإنارتها، الإدماج والتصنيع، تحسين حياة الأفارقة بينما يقدم ولد التاه سياسته النقدية على أربع أسس : إصلاح البنية المالية لأفريقيا، وتحويل العائد الديموغرافي إلى قوة اقتصادية، وتصنيع القارة مع تطوير مواردها الطبيعية، وتعبئة رأس المال على نطاق واسع،

ويعكس هذا التباين بين التوسع المالي لأديسينا والحذر الاستراتيجي لولد التاه يعكس تنوعاً في النهج، لكنهما يشتركان في هدف واحد: دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقي

ويعد محور تعبئة رأس المال على نطاق واسع هو الأبرز في جذب المستثمرين، حيث يعتبر تعبئة رأس المال ضرورية لتمويل المشاريع الكبرى وتحقيق النمو الاقتصادي، وهو ما عزز ثقة المستثمرين في قدرة البنك على قيادة التنمية في أفريقيا.

 

ورجح  البان أن يركز  ولد التاه يركز على الحوكمة الرشيدة، التحول الرقمي، واللامركزية، مع التركيز على النتائج الملموسة، وهو ما يعكس حذراً في التعامل مع الموارد والتحديات، لكنه يقدم رؤية تحويلية لجعل البنك أكثر فعالية واستجابة لاحتياجات القارة.