الأطماع الإسرائيلية في سيناء
وثائق مسربة تتحدث عن مخططات صهيونية تجرى على قدم وساق
- Ali Ahmed
- يونيو 23, 2025
- اخبار الأمة الإسلامية, المشاريع العالمية, تقارير
علي عبدالعالي
مع بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران، كشف الخبير العسكري اللبناني، علي حمية، أن طهران حصلت على وثائق استخباراتية من داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وصفت ب “الخطيرة”، وأن وزير خارجية إيران سلم المصريين وثائق بها مخططات إسرائيلية لضرب مواقع الجيش المصري في سيناء واحتلالها.
الوثائق وصفها حمية بأنها “غير قابلة للتشكيك”، تكشف عن خطط مفصلة تشمل تعبئة القوات على الحدود الشرقية لقناة السويس، وتجهيز دبابات وقوات خاصة، إضافة إلى دعم جوي مكثف. وبحسب تحليل الوثائق، فإن إسرائيل تخطط لاجتياح سيناء عبر عمليات برية وجوية منسقة، كما تشير الوثائق إلى تقييم دقيق لنقاط ضعف القوات المصرية، فضلاً عن تأمين غطاء دبلوماسي دولي لهذه العملية المحتملة.
ومن وقت لآخر تخرج تصريحات وتغريدات لقادة سياسيين أو عسكريين في إسرائيل تتحدث عن حلم إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء.
ومؤخرا، نشر وزير التراث اليميني المتطرف، عميخاي إلياهو، تغريدة تروج لبضائع تدعو إلى احتلال سيناء، ودعت تغريدة للمستخدمة أيليت لاش الجمهور إلى شراء قميص مطبوع عليه ما يفترض أنه خريطة لإسرائيل –تشمل الضفة الغربية وغزة وسيناء– مع شعار “الاحتلال الآن”.
وتضمنت رابطا لموقع إلكتروني يبيع بضائع عليها شعار “الاحتلال الآن” يدعو إلى توسيع الأراضي المحتلة إلى سيناء وجنوب لبنان، وفي نهاية المطاف الأردن. وجاء في المنشور الأصلي الذي روج له إلياهو “الشعب يطالب بالاحتلال! الاحتلال الآن!”.
وكانت صحيفة “إسرائيل هيوم” نقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن تل أبيب قدمت طلباً إلى القاهرة يتعلق بالجيش المصري. وأوضح أن إسرائيل “طلبت من مصر وأميركا تفكيك البنية التحتية العسكرية للجيش المصري في سيناء”.
وأكد أن تلك المسألة “تحظى بأولوية قصوى على طاولة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس”، مشددا على أن تل أبيب “لن تقبل بهذا الوضع”، في إشارة إلى الوجود العسكري المصري في سيناء.
واعتبر الأمني الإسرائيلي: “أن المشكلة لا تقتصر على دخول قوات عسكرية مصرية إلى سيناء بما يتجاوز الحصص المتفق عليها وفق الملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفيد، وإنما تكمن في تعزيز البنية العسكرية المصرية بشكل مستمر، وهو ما تعتبره إسرائيل خطوة غير قابلة للتراجع بسهولة”، على حد وصفه. وأفادت مصادر إسرائيلية للصحيفة بأن كاتس “أجرى مناقشات رفيعة المستوى حول ما وصفها بالخروقات المصرية للملحق العسكري لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل”، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
فرغم انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء بعد اتفاقية السلام 1979، إلا أن مراكز الفكر الإسرائيلية ما زالت تناقش سيناء من منظور الأمن والفرص المستقبلية. لذلك تبقى سيناء دائمًا في حسابات الأمن الإسرائيلي فضلا عن حسابات اليهود الدينية. ذلك لأن أطماع إسرائيل في شبه جزيرة سيناء لها جذور تاريخية واستراتيجية وجغرافية.
البعد الديني الصهيوني لأطماع إسرائيل في سيناء:
الجذور الدينية الصهيونية:
الحركة الصهيونية عمومًا حركة علمانية في نشأتها السياسية (هرتزل وأوائل قادتها)، لكنها استندت لاحقًا لخطاب ديني جذب قطاعات واسعة من اليهود المتدينين والمتطرفين، حيث تم توظيف نصوص دينية لدعم المطامع التوسعية.
وفي الفكر الديني اليهودي التقليدي هناك إشارات في التوراة إلى أن أرض الميعاد تمتد من: “نهر مصر إلى نهر الفرات” (سفر التكوين 15: 18)
وبالتالي، تعتبر بعض التيارات الصهيونية المتطرفة أن سيناء، أو أجزاء منها على الأقل، تدخل ضمن هذه “الأرض الموعودة”.
سيناء في النصوص التوراتية:
جبل الطور في سيناء له مكانة مقدسة في العقيدة اليهودية؛ حيث أنه الجبل الذي نزلت فيه التوراة على النبي موسى، عليه السلام.
وهناك طموحات دينية لدى بعض الجماعات الصهيونية باستعادة السيطرة الرمزية أو المادية على الأماكن المقدسة في سيناء كجزء من الإرث الديني التاريخي.
تيارات صهيونية متشددة تبني على ذلك:
– حركة “غوش إيمونيم” (كتلة الإيمان): رأت أن التوسع الإقليمي واجب ديني، وتتبنى الرأي بأن كل الأراضي الموعودة يجب أن تكون تحت السيادة اليهودية.
– جماعات الهيكل الثالث: هذه الجماعات ترى أن التمهيد للمسيح المخلص يتطلب استكمال ضم كل “أرض الميعاد” بما في ذلك أجزاء من سيناء.
الواقع السياسي :
وعلى الرغم من أن هذه الأطماع الدينية، لا تتبناها الدولة الإسرائيلية رسميًا منذ اتفاقية السلام مع مصر.
لكن هذه التيارات نشطة في الأوساط الدينية واليمين الإسرائيلي المتطرف، وتؤثر في الخطاب السياسي والفكري والمجتمعي في أوقات الأزمات.
أمثلة على ظهور هذه الأفكار:
في فترة ما بعد حرب عام 1967، وبعد احتلال سيناء كاملة، ظهر خطاب ديني قوي بين بعض الحاخامات والمستوطنين الذين رأوا في احتلال سيناء بداية تحقيق الوعد الإلهي.
ورغم الانسحاب الكامل من سيناء في عام 1982، لا تزال هذه الأصوات ترى في سيناء جزءًا “مؤقتًا خارج السيطرة”، لكنها في نظرهم أرض يهودية تاريخياً. فسيناء في التصور الديني الصهيوني المتطرف = جزء من أرض الميعاد ولابد من العودة إليها.
الأطماع الجغرافية والاستراتيجية :
1- حماية العمق الأمني:
إسرائيل ترى في سيناء حاجزًا استراتيجيا طبيعيا ضد أي تهديد مصري محتمل. ووجود قوات إسرائيلية في سيناء (كما حدث بعد احتلالها في 1956 و1967) يوفر لها عمقا دفاعيا أمام أي هجوم بري.
2- السيطرة على مضائق تيران وصنافير وخليج العقبة
إسرائيل تسعى لضمان حرية الملاحة عبر مضائق تيران-صنافير، لأن إغلاقها عام 1967 كان أحد الأسباب المباشرة لحرب يونيو.
الأطماع الاقتصادية:
1- الثروات الطبيعية
يوجد في سيناء موارد طبيعية مثل النفط والغاز، خصوصًا في خليج السويس، كذلك توجد ثروات معدنية نادرة.
وكذلك يمكن إقامة مشاريع سياحية ضخمة على البحر الأحمر (مثل شرم الشيخ) تمثل مصدر دخل مهم، ويمكن أن تكون مطمعًا اقتصاديًا لأي قوة تبحث عن الاستثمار والسيطرة على موارد السياحة.
2- المياه
بعض الأصوات تتحدث عن أطماع في مياه النيل عن طريق سيناء لتغطية النقص في المياه لدى إسرائيل، وهناك حديث عن مخططات تجري في هذا الاتجاه بالتنسيق مع إثيوبيا على خلفية بناء “سد النهضة” الذي يحجز المياه عن مصر.
الأطماع السياسية (سيناريوهات المستقبل): هناك من يتحدث عن سيناريوهات في بعض الدوائر الغربية والإسرائيلية بطرح مشروع “توطين الفلسطينيين في سيناء” كحل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما يُعرف بـ “مشروع الوطن البديل”، وهو ما ترفضه مصر رسميًا بشدة.