عواقب إنهيار “سد النهضة” على مصر والسودان
السد إمتلأ عن آخره وإثيوبيا لا تفتح بواباته
- Ali Ahmed
- يونيو 25, 2025
- اخبار عربية, المشاريع العالمية, تقارير
بعض الخبراء يشككون في متانة سد النهضة الإثيوبي بسبب مخاوف جيولوجية (مثل وجود شقوق أو ضعف في الأساسات). ويزيد من هذه المخاوف أن السد سيصل خلال أيام قليلة إلى حالة الإمتلاء بكامل طاقته وما زالت إثيوبيا ترفض فتح بوابات السد. ويعتمد خطر الانهيار على جودة بناء السد والضغط المائي، خاصة إذا كانت التخزينات الأولية كبيرة دون ضوابط هندسية دقيقة. وفي حال حدوث زلزال قوي في المنطقة (وهو احتمال وارد بسبب النشاط الزلزالي في إثيوبيا)، قد يتسبب ذلك في انهيار جزئي أو كلي للسد. حيث تقع منطقة سد النهضة في منطقة نشطة زلزالياً، وتتكون الصخور الأساسية للسد من صخور نارية شديدة التشققات، مما يزيد من مخاطر الانهيار في حال وقوع زلازل قوية.
ويعد انهيار سد النهضة بمثابة كابوس لمصر والسودان، لأنه حتما سيؤدي إلى دمار هائل في البنية التحتية والأرواح. وهو بمثابة طوفان مدمر و”قنبلة مائية” قد تؤدي إلى غمر أجزاء كبيرة من البلدين، حيث يُمكن أن تتدفق كميات هائلة من المياه بسرعة، مما يهدد حياة الملايين.
لذلك، تُصر الدولتان على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا يضمن تشغيل السد بشكل آمن دون تعريض دول المصب للخطر.
في حال انهيار سد النهضة الإثيوبي، ستكون هناك أضرار كارثية متوقعة على مصر والسودان، وذلك بسبب التدفق الهائل للمياه لكن السودان سيكون المتضرر الأول والأكبر مباشرةً بسبب قربه من السد، فيما ستتأثر مصر بشكل غير مباشر ولكن كبير.
هل مصر محمية جزئيًا بسبب السد العالي؟
نعم، السد العالي يوفر قدرًا كبيرًا من الحماية لمصر مقارنة بالسودان، لكن إذا وصل الانهيار إلى درجة قصوى، قد تكون قدرة السد على المواجهة محدودة، خصوصًا إذا كان منسوب المياه فيه عاليًا وقت الانهيار.
كذلك، يعتمد حجم الضرر على مصر بشكل كبير على منسوب المياه في بحيرة ناصر خلف السد العالي في وقت انهيار سد النهضة. وفي حال امتلاء بحيرة ناصر: إذا كانت بحيرة ناصر ممتلئة (على سبيل المثال عند منسوب 181 متر)، فإن تدفق المياه الهائل من انهيار سد النهضة سيشكل خطراً كبيراً على السد العالي، وقد يؤدي إلى مشكلات كبيرة في إدارة المياه والفيضانات في مصر. في هذه الحالة، ستضطر الحكومة المصرية إلى فتح مفيض توشكى وقناطر فارسكور لاستيعاب المياه الزائدة، ولكن هذا قد لا يكون كافياً.
أما في حال انخفاض منسوب بحيرة ناصر: إذا كان منسوب بحيرة ناصر منخفضاً (على سبيل المثال أقل من 175 متراً)، فإن السد العالي سيكون قادراً على استيعاب كميات كبيرة من المياه المتدفقة، مما يقلل من حجم الكارثة على مصر بشكل مباشر. ومع ذلك، سيظل هناك ضرر كبير على الموارد المائية والبنية التحتية.
أما أبرز الأضرار المتوقعة فهي كالتالي :
أولًا: الأضرار المتوقعة بشكل مباشر أو غير مباشر على مصر
1. موجة فيضانية ضخمة تؤثر على السد العالي
كمية المياه الهائلة (أكثر من 70 مليار متر مكعب) قد تصل إلى السد العالي. ورغم قدرة السد العالي على التخزين، إلا أن تدفق المياه المفاجئ قد يؤدي إلى: ضغط شديد على السد العالي ، مع احتمال فتح بوابات السد لتصريف المياه، مما يؤدي إلى فيضانات جنوب مصر.
2. تدمير البنية التحتية في الجنوب
مثل الجسور، الطرق، خطوط الكهرباء والاتصالات فالمناطق القريبة من بحيرة ناصر وأسوان قد تتعرض لتدمير: المنشآت زراعية، القرى الواقعة على ضفاف النيل. محطات الكهرباء والصرف الصحي والمياه.
3. التأثير على الكهرباء
إذا تضرر السد العالي أو تعطلت عملية تنظيم المياه، قد يحدث: انخفاض في إنتاج الكهرباء الكهرومائية. اضطرابات في الشبكة القومية للكهرباء.
4. تأثيرات على البيئية الزراعية
تغير مفاجئ في مناسيب النيل قد يسبب: غرق مساحات زراعية في الجنوب صعيد مصر (مثل أسوان، الأقصر، قنا، سوهاج، أسيوط). ترسيب الطمي بشكل غير منظم. اضطراب في توقيت الزراعة وموسم الري وفي هذا تهديد الأمن الغذائي.
نقص مؤقت في مياه الشرب بسبب تلوث مياه النيل بالطين والحطام الناتج عن الانهيار.
5. تأثيرات اقتصادية واجتماعية
-قد يحدث نزوح محدود من المناطق المتضررة في جنوب مصر.
-ارتفاع تكلفة صيانة البنية التحتية المتضررة.
-اضطرابات في النقل النهري.
أيضا خسائر بشرية كبيرة إذا لم يتم إخلاء المناطق المعرضة للخطر بسرعة.
مقارنة بالوضع في السودان:
السودان سيكون الأكثر تضررًا، لأن انهيار السد سيطلق موجة مائية عارمة تضرب سدودًا سودانية مثل الروصيرص وسنار.
وأيضا المدن السودانية على النيل الأزرق معرضة للغرق خلال ساعات من الانهيار. وقد يحدث فقدان كبير في الأرواح والممتلكات.
تدمير آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية، مما يهدد الاقتصاد السوداني المعتمد على الزراعة. وأيضا تشريد مئات الآلاف من السكان، مع احتمالية حدوث أزمات إنسانية.
وفي النهاية، نقول إن انهيار سد النهضة لن يمر بسلام على مصر، حتى لو كانت الضربة الأولى على السودان. وأن التأثير الأكبر سيكون في صورة فيضانات مفاجئة، واضطرابات زراعية وكهربائية، خاصة في جنوب مصر.
وستكون هناك تأثيرات سياسية وأمنية، حيث قد تتفاقم الأزمات الداخلية في البلدين بسبب الكارثة. أما الوقاية والتخطيط المسبق (مثل تقليل منسوب بحيرة ناصر خلال المواسم الحرجة) فهما مفتاح تخفيف هذه الأضرار.