الملاجئ الإسرائيلية هل تقاوم الصواريخ؟
"تحليل استراتيجي لنقاط القوة والضعف"
- محمود الشاذلي
- يونيو 17, 2025
- تقارير
- القبة الحديدية, الكيان, الملاجئ الإسرائيلية, حزب الله, طهران, غزه
تُعتبر الملاجئ الإسرائيلية ركيزة أساسية في استراتيجية الدفاع ضد الهجمات الصاروخية. لكن، هل هي فعلاً حصن منيع؟ هذا التقرير يحلل قدرة الملاجئ على تحمل الإصابات المباشرة، مع التركيز على نقاط القوة والضعف من منظور استراتيجي، لتقييم فعاليتها في مواجهة الصواريخ المختلفة.
الملاجئ الإسرائيلية، أو “الماماد”، تُصمم لتحمي المناطق المأهولة من الصواريخ. تنقسم إلى:
- ملاجئ خاصة: غرف داخل المنازل الحديثة، مبنية وفق معايير قيادة الجبهة الداخلية.
- ملاجئ عامة: موزعة في المدن والبلدات، خاصة في المناطق الحدودية.
المواصفات الفنية
- المواد: خرسانة مسلحة بسمك 30-40 سم، مع أبواب ونوافذ مقاومة للانفجارات.
- المعايير: الملاجئ المبنية بعد 1990 تتبع تصاميم عسكرية صارمة، مما يعزز مقاومتها.
- نقاط القوة: قادرة على تحمل الشظايا والانفجارات القريبة من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
نقاط الضعف
- الملاجئ القديمة: الملاجئ المبنية قبل 1990 أقل مقاومة بسبب مواد أضعف وتصميمات قديمة.
- التغطية: المناطق الريفية أو الحدودية (مثل مستوطنات الشمال أو الجنوب) قد تفتقر إلى عدد كافٍ من الملاجئ.
الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى
صواريخ مثل القسام أو الكاتيوشا، التي تُطلق من غزة أو جنوب لبنان، لها رؤوس حربية محدودة (5-20 كجم عادةً). الملاجئ الحديثة:
- تقاوم الإصابات المباشرة بفعالية عالية.
- تمنع اختراق الشظايا أو الدمار الهيكلي في معظم الحالات.
نقاط ضعف:
- الإصابات المتكررة قد تُضعف الهيكلية على المدى الطويل.
- الملاجئ غير المعززة قد تنهار تحت ضغط انفجار قوي قريب.
الصواريخ الثقيلة والدقيقة
الصواريخ المتطورة، مثل تلك التي يمتلكها حزب الله (مثل صواريخ فاتح-110 أو صواريخ بوزن رأس حربي يتجاوز 500 كجم)، تشكل تهديدًا أكبر:
- الملاجئ الحديثة: قد تتحمل إصابة مباشرة، لكن الأضرار الهيكلية محتملة، خاصة إذا كانت الإصابة مركزة.
- الملاجئ القديمة: عرضة للانهيار أو الاختراق أمام هذه الصواريخ.
- نقاط ضعف رئيسية: التصميمات القديمة لا تتكيف مع الصواريخ الدقيقة ذات القوة التدميرية العالية.
تحليل استراتيجي
- الاعتماد على القبة الحديدية: نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي يعترض حوالي 90% من الصواريخ (حسب بيانات إسرائيلية من عمليات مثل “حارس الأسوار” 2021). لكن، في حالة إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ، قد يتشبع النظام، مما يزيد الضغط على الملاجئ.
- التوزيع الجغرافي: المناطق القريبة من الحدود (مثل عسقلان أو سديروت) تعاني من نقص الملاجئ العامة، مما يجعلها عرضة أكثر للهجمات.
- الوقت المحدود: في المناطق الحدودية، يتراوح وقت الإنذار بين 15-30 ثانية، مما يقلل من فرص الوصول إلى الملاجئ، خاصة إذا كانت بعيدة.
نقاط الضعف الرئيسية للملاجئ
- الملاجئ القديمة: تشكل ثغرة كبيرة، حيث يُقدر أن نسبة كبيرة من الملاجئ في المناطق الحضرية القديمة لم تُحدث.
- نقص التغطية: في المناطق الريفية أو المستوطنات الحدودية، عدد الملاجئ غير كافٍ، مما يجبر السكان على البحث عن بدائل أقل أمانًا.
- الصواريخ الدقيقة: الصواريخ ذات التوجيه الدقيق (مثل تلك التي طورتها إيران) يمكن أن تستهدف الملاجئ مباشرة، مما يزيد احتمالية الاختراق.
- التشبع الصاروخي: إطلاق صواريخ بكثافة عالية قد يتجاوز قدرة القبة الحديدية، مما يضع ضغطًا هائلاً على الملاجئ.
تقييم استراتيجي
- الملاجئ الحديثة: فعالة ضد الصواريخ التقليدية (مثل القسام)، لكنها ليست منيعة ضد الصواريخ الثقيلة أو الدقيقة.
- الاعتماد المفرط على القبة الحديدية: إذا فشل النظام أو تشبع، تصبح الملاجئ العنصر الوحيد للحماية، وهي ليست موحدة في جودتها.
- المناطق الحدودية: تشكل نقطة ضعف رئيسية بسبب نقص الملاجئ وسرعة الهجمات.
- التكلفة: تحديث الملاجئ القديمة أو بناء ملاجئ جديدة يتطلب استثمارات ضخمة، مما قد يحد من قدرة إسرائيل على تعزيز دفاعاتها بسرعة.
الملاجئ الإسرائيلية توفر حماية جيدة ضد الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، لكنها ليست حصنًا منيعًا. الملاجئ الحديثة فعالة نسبيًا، لكن الملاجئ القديمة، نقص التغطية في المناطق الحدودية، والتهديد المتزايد من الصواريخ الدقيقة يشكلون نقاط ضعف كبيرة. استراتيجيًا، الاعتماد على القبة الحديدية يقلل الضغط على الملاجئ، لكن تشبع النظام أو استهداف الملاجئ مباشرة قد يقلل من فعاليتها.