المعارضة الهندية تنتقد صمت الحكومة بشأن الحرب في غزة

بعد امتناع دلهي عن التصويت على قرار لوقف إطلاق النار

طالب حزب المعارضة الرئيسي في الهند وأعضاء المجتمع المدني الحكومة بكسر صمتها بشأن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين،

وذلك بعد امتناع نيودلهي عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

في حين أيدت 149 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة القرار الذي يطالب بوصول المساعدات ووقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط والدائم في القطاع المحاصر يوم الخميس،

كانت الهند من بين 19 دولة امتنعت عن التصويت، بينما صوتت 12 دولة أخرى ضده.

وقالت الممثلة الدائمة للهند لدى الأمم المتحدة بارفاتانيني هاريش إن الامتناع عن التصويت كان مبنيًا على “الاعتقاد بأنه لا توجد طريقة أخرى لحل النزاعات سوى الحوار والدبلوماسية”، مضيفة أنه “يجب توجيه جهد مشترك نحو التقريب بين الجانبين”.

وأثار تصويت الحكومة غضبا في الهند، حيث حث السياسيون وأعضاء المجتمع المدني الحكومة على العودة إلى سياستها الخارجية التقليدية المتمثلة في دعم فلسطين.

هذا تراجعٌ مأساويٌّ عن إرثنا المناهض للاستعمار. كيف يُمكننا، كأمة، أن نتخلى عن مبادئ دستورنا وقيم نضالنا من أجل الحرية التي مهدت الطريق لساحة دولية قائمة على السلام والإنسانية؟ هذا ما صرّحت به بريانكا غاندي، النائبة والقيادية البارزة في حزب المؤتمر، لصحيفة عرب نيوز يوم السبت.

قالت إن الامتناع عن التصويت على قرار الأمم المتحدة “مخزٍ ومخيبٌ للآمال”، مضيفةً: “لا مبرر له. القيادة العالمية الحقيقية تتطلب شجاعةً للدفاع عن العدالة، وقد أظهرت الهند هذه الشجاعة بلا كللٍ في الماضي”.

قبل سنوات عديدة من قيام إسرائيل، عارض المهاتما غاندي، زعيم حركة التحرير الهندية ضد الحكم البريطاني، إقامة دولة قومية يهودية في فلسطين، معتبرًا إياها “غير إنسانية”. ولعقود من الزمن، اعتبر قادة هنود آخرون قيام دولة فلسطينية جزءًا من السياسة الخارجية للبلاد.

لم يتضاءل هذا الدعم إلا مؤخرًا، إذ أقامت الحكومة الحالية شراكات مع تل أبيب، والتزمت الصمت إلى حد كبير في أعقاب الحصار الإسرائيلي المدمر على غزة.