قافلة الصمود (مقال رأى)
احتضان القافلة وتقديم الدعم لها ليس صعبًا على مصر
- Ali Ahmed
- يونيو 11, 2025
- رأي وتحليلات
علاء الخيام
ننظر جميعًا إلى قافلة الصمود المتجهة إلى غزة بوصفها امتدادًا طبيعيًا للحراك الشعبي العالمي الذي أبهر العالم في الأشهر الماضية. المظاهرات الكبرى التي اجتاحت أمريكا وأوروبا .تعبير حي عن الضمير الإنساني الحر، وها هي اليوم تتحوّل من الشوارع إلى الطريق نحو فلسطين المحاصرة.
هذا التحرك الشعبي العربي من تونس وليبيا والمغرب والجزائر وموريتانيا، ليس إلا صدى لما يعتمل في قلوب الملايين من أحرار العالم. وإن كان قد تأخر، فإنه لا يزال في الوقت المناسب.
مصر – الدولة العظيمة ذات التاريخ الطويل والدبلوماسية الراسخة – قادرة على التعامل مع هذا التحرك النبيل بحكمة ومسؤولية.
إن استقبال قافلة الصمود ومتابعة خط سيرها عبر الأراضي المصرية وصولًا إلى معبر رفح، وتقديم الدعم اللوجستي والإنساني لها، ليس أمرًا صعبًا على دولة بحجم مصر، بل هو خطوة طبيعية تتسق مع مواقف مصر التاريخية ودورها الريادي في دعم القضية الفلسطينية.
مكاسب مصر من دعم واحتضان قافلة الصمود:
تأكيد ريادتها ودورها المحوري في القضية الفلسطينية، واستعادة ثقة الشعوب العربية في قيادتها.
رسالة إنسانية قوية للعالم أن مصر لا تقف متفرجة، بل تمارس دورها الأخلاقي والدولي في مواجهة كارثة إنسانية.
احتواء الزخم الشعبي العربي والدولي وتوجيهه بشكل منظم بدلًا من تركه في حالة غليان غير محسوبة.
ورقة ضغط ناعمة على الولايات المتحدة وإسرائيل، للمطالبة الفعلية بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية المتراكمة على بوابات غزة.
تقوية الصورة الإعلامية والدبلوماسية لمصر في المحافل الدولية، كمفتاح رئيسي للتهدئة وللإنقاذ الإنساني.
فرصة لتوسيع شبكة الدعم السياسي العالمي، من خلال التواصل مع الشخصيات الحقوقية والنقابية والإعلامية المشاركة في القافلة.
رسالة تهدئة داخلية للرأي العام المصري، الذي يزداد غضبه وتأثره بما يحدث في غزة.
.ولا مكان لتخوفات سخيفة وساذجة يروّج لها البعض عن هذا التحرك المدني الشعبي، وكأننا أمام تهديد للأمن القومي أو محاولة لاختراق الدولة.
العدو معروف، وهو إسرائيل.
ومن غير المناسب – لا سياسيًا ولا وطنيًا – أن يحاول البعض خلط الأوراق أو تصوير التضامن الإنساني مع أهلنا في غزة كخطر محتمل على مصر.
هذا الخطاب الملتبس يجب أن يتوقف، لأن التاريخ لن يرحم من اختاروا الحياد أو التشويه في لحظة الحق والدم.
اقولها بوضوح:
مرور القافلة من الأراضي المصرية ليس فقط واجبًا إنسانيًا، بل هو أيضًا مكسب سياسي وأخلاقي واستراتيجي.
فلنقف جميعًا خلف هذه المبادرة.
ولتبقَ فلسطين بوصلتنا.
ولتبقَ مصر قلب الأمة النابض.