قطر ومرحلة ما بعد النفط .. 7موارد تدعم قدرتها علي بناء اقتصاد قوي

تساعدها في التغلب علي تقلبات السياسة وأسعار النفط

تاريخيا وطوال أكثر من خمسين عاما الماضية  ،ومنذ تأسيس دولة قطر لعب النفط دورا مركزيا في إحداث نقلة نوعية لقطر كدولة ،وأسهم في دفع المواطنين القطريين لتأمين أعلي دخل في العالم ،وهي صدارة تبوأتها قطر لسنوات ليست بالقليلة .

الا ان السنوات الأخيرة شهدت تنويعا لمصادر الدخل القومي للإمارة الخليجية ،التي تعرضت لحصار استمر لأربع سنوات، دفعها لتعزيز قدراتها ،والرهان علي تنويع اقتصادها والاعتماد علي موارد غير نفطية  ليكون قادرا علي التعامل مع تقلبات السياسة وأسعار النفط.

أول موارد قطر غير النفطية يتمثل في الغاز الطبيعي المسال كمورد منفصل عن النفط الخام حيث تُعد قطر من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، وفقًا لتقارير وكالة الطاقة الدولية وتمتلك بنية تحتية متقدمة في هذا القطاع، مثل منشآت التسييل في راس لفان

. على الرغم من أن الغاز ينتمي إلى قطاع الطاقة، إلا أن الاعتماد عليه كصناعة مستقلة عن النفط يعطيه وزنًا اقتصاديًا خاصًا.

ولا يغيب عنا في هذا السياق التوسع الذي شهده القطاع المالي والمصرفي إذ يمتلك القطاع المالي القطري  بحسب صندوق النقد الدولي بنية متقدمة تشمل البنوك التجارية والإسلامية، إضافة إلى تنامي دور سوق المال القطري الذي يجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يشكل مصدرًا مهمًا للدخل الوطني خارج الطاقة

ومن المهم الإشارة في هذا السياق الإشارة إلي الاستثمارات السيادية الخارجية والتي تعتبر أهم الموارد غير النفطية لقطر

فوفقًا لمجلة “فايننشيال تايمز” ومؤسسات تحليل اقتصادي دولية، يدير جهاز قطر للاستثمار أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم.

وتتنوع هذه الاستثمارات في مجالات العقارات، البنوك، والصناعات في أوروبا وآسيا تولّد إيرادات ضخمة طويلة الأجل.

الرياضة والسياحة الدولية هي الأخر من الموارد غير النفطية التي توسعت فيها قطر خلال العقدين الأخيرين حسب تقارير منظمة السياحة العالمية واللجنة الأولمبية الدولية،

واستثمرت قطر بشكل كبير في البنية التحتية الرياضية وتنظيم الأحداث العالمية، مثل كأس العالم لكرة القدم 2022. هذا الاستثمار أسهم في تعزيز السياحة الرياضية والترويج للبلاد كوجهة عالمية

.ولا يغيب عنا في هذا الإطار الإشارة للدور المتنامي للتعليم والبحوث  إذ تستثمر قطر بشكل كبير في التعليم والبحث العلمي، كما تؤكد تقارير المنتدي الاقتصادي الدولي  خاصة من خلال “مؤسسة قطر” و”مدينة التعليم”، التي تستضيف فروعًا لجامعات دولية مرموقة، ما يعزز بناء اقتصاد معرفي تنافسي.

فيما لم يلعب الإعلام والاتصال دورا في تعزيز قدرات دولية سياسيا واقتصاديا كما كان في الحالة القطرية

وبحسب تقارير صادرة عن منظمة اليونسكو ومؤسسات إعلامية عالمية، تُعد قطر مركزًا إعلاميًا عالميًا عبر شبكة الجزيرة ومجموعة من المنصات الإعلامية الدولية، ما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال قطاع الإعلام والاتصال.

وأخيرا وليس أخرا تساهم الصناعات التحويلية والبتروكيماويات في تعزيز الاقتصاد القطري حسب  تقارير منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية)، إذ عملت قطر على تطوير الصناعات التحويلية خاصة في البتروكيماويات، والأسمدة، والمنتجات الكيميائية، التي  تُصدّر إلى العديد من الأسواق العالمية، وتعتبر من الموارد غير النفطية المهمة.

ولا شك هنا أن هذه الموارد تمثل توجه قطر نحو تنويع اقتصادها بما يتماشى مع “رؤية قطر الوطنية 2030”، الهادفة إلى تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز التنمية المستدامة.