توظيف ثروات العراق غير النفطية والقدرة علي بناء اقتصاد قوي ومتنوع

موارد العراق المتنوعة تُعد من عناصر القوة الاستراتيجية طويلة الأمد

شكل النفط واحدا من اهم المداخيل الاقتصادية للعراق خلال العقود السابعة الماضية حيث كان رقما متميزا دائما في ميزان المدفوعات العراقي ولكن هذا الدور لا يلغي امتلاك العراق لموارد كبيرة غير نفطية تبدو قادرة علي أحاث نقلة اقتصادية كبيرة

وتعد الزراعة من أهم موارد العراق الاقتصادية لاسيما أن بلد الرافدين تعد  من أقدم مراكز الزراعة في العالم  وفقا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة

ويمتلك  العراق سهولًا خصبة وخاصة في دجلة والفرات تساهم في زراعة  المحاصيل الرئيسية وهي القمح، الشعير، الأرز، والتمور.

ويعد  العراق واحدا من بين أكبر منتجي التمور عالميًا، ويشكل هذا القطاع موردًا مهمًا للاقتصاد المحلي.

وفيما يتعلق بموارد المياه يعد العراق بحسب البنك الدولي، من الدول الغنية بالمياه مقارنة بجيرانه، بفضل نهري دجلة والفرات.

وتشكل هذه الموارد أساسًا للزراعة والري وتوليد الطاقة الكهرومائية، وتُعد من عناصر القوة الاستراتيجية طويلة الأمد.

من الزراعة  ننتقل لثورة العراق في مجال المعادن والثروات الطبيعي استنادًا إلى هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية يمتلك العراق ثروات طبيعية غير نفطية مثل الكبريت والفوسفات والملح والحجر الجيري. حقل عكاس للفوسفات في الأنبار يُعد من بين الأكبر عالميًا، ويمكن أن يشكّل مصدرًا كبيرًا للدخل إذا تم تطويره

ومن الموارد غير النفطية اتي يمتلكها العراق الصناعات التحويلية حيث لدي بلد الرافدين قاعدة صناعية وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية

وتشمل هذه الصناعات إنتاج الإسمنت، الأسمدة، الصناعات الغذائية، والمنسوجات. رغم تضررها بفعل الحروب والعقوبات، إلا أنها تمثل أساسًا لإعادة بناء الاقتصاد غير النفطي.

ولا يغيب عن قائمة ثروات العراق غير النفطية الثقافة والسياحة الدينية والتاريخية وفق  منظمة السياحة العالمية واليونسكو

حيث يمتلك العراق إرثًا حضاريًا فريدًا، مثل بابل، أور، والنجف، وكربلاء. السياحة الدينية تُعد من أكبر الموارد غير النفطية، خاصة مع تدفق ملايين الزوار إلى العتبات المقدسة سنويًا.

وكان لافتا في استعراض ثروات العراق غير النفطية مساهمة العمالة وتحويلات المغتربين في إثراء الاقتصاد العراقي خصوصا بعد فرض عقوبات علي العراق دفعت مواطنيه لمغادرة البلاد

فحسب تقارير البنك الدولي، يُرسل عدد من العراقيين العاملين بالخارج تحويلات مالية تُسهم في دعم الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية.

وبسبب الطقس الصيف الذي يسيطر علي العراق أغلب أيام العام فمن الطبيعي أن  تلعب الطاقة الشمسية والرياح دزرا في الاقتصاد العراقي حيث يمتلك العراق إمكانات كبيرة في الطاقة

وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة الشمسية وطاقة الرياح، وخاصة في المناطق الصحراوية والغربية، مما يجعله مؤهلاً لتطوير قطاع طاقة متجددة يقلل الاعتماد على النفط في المستقبل

التعليم والبحث العلمي بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي من المجالات المهمة والثروات غير النفطية التي يمتلكها العراق فلديه بنية تعليمية واسعة تشمل جامعات قديمة مثل جامعة بغداد، وتُعد تنمية رأس المال البشري أحد مفاتيح التنويع الاقتصادي في الأمد البعيد

ومن الثابت هنا التأكيد علي أنه رغم التحديات السياسية والأمنية، يمتلك العراق مجموعة من الموارد غير النفطية يمكن أن تُسهم في بناء اقتصاد متنوع ومستدام إذا تم استغلالها ضمن بيئة مستقرة وخطط تنموية واضحة.