تاريخ البرنامج النووي الإيراني ودور معهد وايزمان الإسرائيلي
من دعم أمريكي لإيران إلى تدمير معهد وايزمان
- محمود الشاذلي
- يونيو 23, 2025
- اخبار عالمية, تقارير
- إيران وإسرائيل, البرنامج النووي الإيراني, الولايات المتحدة, طهران, معهد وايزمان
يُعد البرنامج النووي الإيراني أحد أكثر الملفات تعقيدًا في السياسة الدولية، حيث بدأ في خمسينيات القرن العشرين بدعم غربي، قبل أن يتحول إلى محور توتر إقليمي وعالمي. في المقابل، لعب معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل دورًا بارزًا في دعم البرنامج النووي الإسرائيلي، وامتد تأثيره ليشمل التعاون مع إيران في عهد الشاه. مع التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب، وتدمير إيران لمعهد وايزمان في 14 يونيو 2025، يبرز تساؤل حول الجذور التاريخية لهذا الصراع.
بدايات البرنامج النووي الإيراني
انطلق البرنامج النووي الإيراني عام 1957 بدعم من الولايات المتحدة ضمن مبادرة “الذرة من أجل السلام” التي أطلقها الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور. تضمن التعاون إنشاء مركز طهران للبحوث النووية عام 1967، الذي تلقى دعمًا أمريكيًا كاملاً، بما في ذلك تزويده بيورانيوم عالي التخصيب بقدرة 5 ميجاوات. خلال تلك الفترة، تعاونت إيران مع دول أخرى مثل فرنسا، بلجيكا، إسبانيا، السويد، وجنوب إفريقيا (في عهد الفصل العنصري)، مما ساهم في رفع قدرتها على تخصيب اليورانيوم إلى 23 ميجاوات.
دور معهد وايزمان في دعم الطموحات النووية
تأسس معهد وايزمان للعلوم عام 1934 في رحوفوت، جنوب تل أبيب، على يد حاييم وايزمان، أول رئيس لإسرائيل، كمركز بحثي متخصص في العلوم الفيزيائية الدقيقة. مع تأسيس إسرائيل عام 1948، أصبح المعهد ركيزة أساسية في برنامجها النووي السري، حيث ساهم خريجوه وأساتذته في تطوير مفاعل ديمونا النووي. خلال عهد الشاه، تعاون المعهد مع إيران في مجالات علمية وعسكرية، دعمًا لطموحات طهران النووية، قبل أن تنقطع هذه العلاقة مع الثورة الإسلامية عام 1979.
التصعيد الأخير وتدمير معهد وايزمان
في 14 يونيو 2025، استهدفت إيران معهد وايزمان بصواريخ باليستية، رداً على هجوم إسرائيلي على منشآت نووية وعسكرية إيرانية. أسفر الهجوم عن دمار واسع في مختبرات المعهد، واندلاع حرائق، وخسائر علمية فادحة وصفها باحثون إسرائيليون بأنها “ضربة للعقل النووي الإسرائيلي”. يُعد المعهد مركزًا استراتيجيًا لدعم الجيش الإسرائيلي في مجالات الذكاء الاصطناعي، الفيزياء النووية، والتكنولوجيا العسكرية، مما جعله هدفًا نوعيًا لطهران.
يعكس تدمير معهد وايزمان تحول العلاقات النووية من التعاون إلى المواجهة بين إيران وإسرائيل. بينما استفادت إيران في الماضي من دعم دولي لبرنامجها النووي، تواجه اليوم عقوبات وعزلة بسبب استمرارها في التخصيب. في المقابل، تُظهر الضربة الإيرانية لمعهد وايزمان قدراتها العسكرية، لكنها تزيد من مخاطر التصعيد الإقليمي. يبقى السؤال: هل يمكن احتواء هذا الصراع عبر الحوار الدبلوماسي، أم أن المنطقة ماضية نحو مزيد من التوتر؟