حرب مرتقبة أم فخ استراتيجي؟ أمريكا وإيران على حافة التصعيد

السيناريو قد يتحول إلى مصيدة استراتيجية مكلفة

تزايدت التحليلات الدولية حول خطورة اندفاع الولايات المتحدة نحو حرب مفتوحة مع إيران، وسط تحذيرات من أن هذا السيناريو قد يتحول إلى مصيدة استراتيجية مكلفة وغير محسوبة العواقب.

فقد حذرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، بحسب مقال تحليلي، من أن غياب خطة أمريكية واضحة لما بعد الضربة قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع النطاق يصعب احتواؤه، خاصة مع احتمالية دخول وكلاء إيران في المنطقة على خط المواجهة.

في السياق ذاته، ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن الضربات التكتيكية، رغم ما قد تحققه من نجاح ميداني محدود، قد تخلق تداعيات استراتيجية خطيرة، موضحة أن إيران تمتلك قدرة عالية على الصمود والتكيّف في ظل العقوبات والضغوط، ما يجعل الحرب الطويلة احتمالاً قائماً بشدة بحسب الصحيفة.

أما وكالة “رويترز”، فقد ركزت في أحد تقاريرها على المخاوف من أن تؤدي الحرب إلى تهديد الملاحة في مضيق هرمز، ورفع أسعار النفط، واستهداف مصالح أمريكية وخليجية.

مشيرة إلى أن أي مواجهة مباشرة ستكون طويلة ومكلفة، ومختلفة تماماً عن الضربات الجوية المحدودة التي اعتادتها المنطقة.

وفي تحليل رأي نشرته “واشنطن بوست”، أكّد عدد من الكتّاب أن التسرع الأمريكي في التورط العسكري قد يكرر أخطاء إدارة جورج بوش في العراق، مشيرين إلى استطلاعات رأي تُظهر أن أكثر من 80% من الأمريكيين يفضلون الدبلوماسية على الحرب،

ويرون أن الخيار العسكري سيؤدي إلى استنزاف جديد للقوة الأمريكية بحسب الصحيفة.

من جهة أخرى، تناول موقع “المنشر” العربي عدة سيناريوهات محتملة لأي مواجهة بين طهران وواشنطن، مرجحاً أن أي تجاوز للخطوط الحمراء الإيرانية سيقابل برد قوي، قد لا يقتصر على الداخل الإيراني بل يشمل قواعد أمريكية في المنطقة وأهدافاً إسرائيلية.

وفي تحليل للدكتور عمر الرداد، نقلته منصات إخبارية عربية، شدد الخبير الأردني على أن دخول الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة قد يعزز من شرعية النظام الإيراني داخلياً، ويمنحه غطاء شعبياً ودينياً لم يكن يحظى به في ظل التوترات الداخلية المستمرة، مشيراً إلى أن النظام الإيراني يجيد توظيف مفهوم “العدو الخارجي” للبقاء.

بينما حذّرت الباحثة السياسية أماني القرم في مقال نشرته صحف عربية من أن الحرب الأمريكية على إيران ليست فقط مخاطرة سياسية، بل تهديد مباشر لاستقرار المنطقة ككل، معتبرة أن الحرب ستفجّر جبهات عديدة، من لبنان إلى اليمن، وستفتح الباب لفوضى يصعب إنهاؤها بسهولة بحسب تحليلها.

كما أشار مركز الدراسات التابع للجزيرة إلى أن التورط الأمريكي قد يأتي بصيغة غير مباشرة، من خلال الدعم الاستخباراتي أو الضربات المحدودة، مؤكداً أن الخيارات المباشرة لا تزال مستبعدة إلا في حال فشل كل قنوات الردع الدبلوماسي.

بناءً على ذلك، تذهب غالبية التحليلات إلى اعتبار الحرب الأمريكية على إيران، إن وقعت، ليست فقط مغامرة غير مضمونة النتائج، بل مصيدة قد تستنزف واشنطن سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، وتعيد تشكيل خريطة النفوذ في الشرق الأوسط بطريقة قد لا تخدم المصالح الأمريكية على المدى الطويل.