بريطانيا تحذر من استهداف المصالح الأجنبية في المنطقة
جاء التحذير في ظلّ المخاوف من احتمال تحرك جماعات موالية لإيران
- mabdo
- يونيو 17, 2025
- اخبار عالمية, المشاريع العالمية
حذّرت المملكة المتحدة يوم الاثنين من شنّ هجمات على مصالح أمريكية أو بريطانية في المنطقة، في ظلّ الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران. ويأتي هذا التحذير في ظلّ تزايد المخاوف من احتمال شنّ بعض الجماعات المسلحة العراقية الموالية لإيران مثل هذه الهجمات لتخفيف الضغط على طهران.
وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، حذّر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي من “خطر أيّ هجمات على القوات الأمريكية أو البريطانية المنتشرة في المنطقة، بغض النظر عن الجهة المسؤولة”، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية.
وقال لامي: “تؤمن المملكة المتحدة بأنّ الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد”، مشيدًا “بدور العراق في هذا الصدد على الرغم من حساسية موقعه الجغرافي وتعقيدات الوضع الإقليمي”.
وأكد الدبلوماسي البريطاني الكبير “دعم بلاده لاستقرار العراق، وضرورة تحييده عن أيّ هجمات أو صراعات”. وكانت
إسرائيل قد شنّت يوم الجمعة هجومًا جويًا واسع النطاق على إيران، أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين وعلماء نوويين. ردًا على ذلك، شنت إيران موجات من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية، أصابت أهدافًا حيوية في مدينة حيفا الساحلية الشمالية وتل أبيب، المركز الاقتصادي الرئيسي.
تأتي تصريحات لامي في ظل تزايد المخاوف من إمكانية انخراط الجماعات المسلحة العراقية المتحالفة مع طهران، أو المنتمية إلى “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، في الصراع الإسرائيلي الإيراني الدائر، لا سيما من خلال استهداف الأصول الأمريكية – نظرًا للتحالف الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وبينما لم تُبدِ أي جماعة من هذا القبيل نيتها في التحرك حتى الآن، أعلنت كتائب حزب الله، الجماعة العراقية القوية الموالية لإيران، يوم الأحد أنها تراقب عن كثب تحركات القوات الأمريكية. وحذرت من أن أي تدخل أمريكي في الصراع سيدفع الجماعة إلى استهداف المصالح والقواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة بشكل مباشر.
كما أعربت الجماعة عن دعمها القوي لإيران ضد ما وصفته بـ “العدوان الصهيوني”.
وأكد وزير الخارجية البريطاني أيضًا على أهمية “عودة إيران إلى المفاوضات النووية” مع الولايات المتحدة، مؤكدًا إيمان المملكة المتحدة بأن “الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد”.
جاء العمل العسكري الإسرائيلي قبل يومين فقط من انعقاد الجولة السادسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، والمقرر عقدها يوم الأحد. ويشارك الجانبان في مفاوضات نووية غير مباشرة بوساطة عُمانية منذ 12 أبريل/نيسان.
إلا أن مسؤولين إيرانيين ألغوا مشاركتهم في الجولة السادسة، واصفين المحادثات بأنها “بلا معنى” في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية. ورغم ذلك، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية يوم الأحد بأن “وقف العدوان الإسرائيلي سيمهد الطريق لتجديد التواصل الدبلوماسي” مع واشنطن.
من جانبه، حذر وزير الخارجية العراقي حسين من أن استمرار الصراع الإسرائيلي الإيراني قد يؤدي إلى عواقب إقليمية وعالمية وخيمة.
وقال حسين “لا يوجد رابح في هذه الحرب”، وأدان الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للمجال الجوي العراقي، والتي وصفها بأنها “انتهاك صارخ للسيادة والقانون الدولي”.
كما حذر وزير الخارجية العراقي من أن الصراع قد يمتد إلى مضيق هرمز، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية.
وفي يوم الأحد، صرح النائب الإيراني إسماعيل كوثري لقناة برس تي في الإيرانية الرسمية الناطقة باللغة الإنجليزية أن طهران تدرس إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي ردًا على الهجمات العسكرية الإسرائيلية – وهو عمل قد يكون له تداعيات كبيرة على إمدادات النفط العالمية.
ونقلت التقارير عن كوثري قوله “تدرس إيران إغلاق مضيق هرمز في الخليج العربي، الذي يمر عبره أكثر من 17 مليون برميل من النفط يوميًا”.
وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية العراقي، حذر لامي من أن إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى أزمة اقتصادية كبيرة في أوروبا والمملكة المتحدة، مما يؤدي إلى زيادة التضخم وتعطيل التجارة العالمية.