
السنغال تعلن إخلاء أراضيها من القواعد العسكرية الأجنبية
ضربة جديدة لفرنسا والولايات المتحدة
- abdelrahman
- مايو 22, 2025
- اخبار الأمة الإسلامية
- السنغال, القواعد الاجنبية, امريكا, جريدة الرائد, رئيس وزراء السنغال, سوانكو, فرنسا
أعلن رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو أن السنغال ستكون خالية من أي قواعد عسكرية أجنبية بحلول يوليو القادم، مؤكدًا على سيادة بلاده وقدرتها على إدارة أمنها بنفسها دون الحاجة إلى خدمات عسكرية من دوّل أجنبية.
وأكد سونكو في ذات السياق أن بلاده منفتحة على الشراكة مع الجميع لكن بطريقة “عادلة ومتوازنة”، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية يجب أن تتولى زمام مستقبلها بنفسها.
من جانبه علق المحلل السياسي الموريتاني الخبير في الشئون الإفريقية سلطان البان :هذه التصريحات التي كانت متوقعة في إطار فلسلفة حزب باستيف الحاكم في السنغال
وتركز هذه الفلسفة بحسب البان على إحداث “قطيعة شاملة” مع أنماط الحكم والسياسات الاقتصادية التي اتبعتها الأنظمة السابقة منذ الاستقلال، مع وعود بإصلاحات جذرية في الاقتصاد، مكافحة الفساد، ومراجعة الاتفاقيات المتعلقة باستغلال الغاز والثروات الطبيعية كما تعكس توجهًا جديدًا في السياسة السنغالية والإفريقية عمومًا.
وتأتي تصريحات سوانكو في سياق تأكيد استقلال القرار السياسي السنغالي وفقا للبان و على أن وجود قواعد عسكرية أجنبية يتعارض مع مفهوم السيادة الوطنية،
بل أنها تؤكد أن السنغال قادرة على حماية نفسها دون الحاجة لقوات أجنبية على أراضيها، هذا التوجه يصاحبه تصاعد الرفض الشعبي والسياسي للنفوذ الفرنسي في غرب إفريقيا، خاصة بعد طرد فرنسا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
ويرى سنوكو كما يؤكد المحلل السياسي الموريتاني أن الوقت قد حان لإدارة السنغال شؤونها الدفاعية بنفسها، دون تأثيرات خارجية، معتبرًا أن السيادة لا تكتمل إلا بخروج القوات الأجنبية.
يهدف هذا القراروفقا للبان إلى استعادة القرار السيادي في الشؤون الدفاعية والأمنية، بعيدًا عن التأثيرات الخارجية فالتدخلات الخارجية، سواء عبر تحالفات دولية أو وجود قوى غير رسمية (مثل الميليشيات و غيرها)، غالباً ما تقوض قدرة الدولة على اتخاذ قرارات مستقلة في الشأن الأمني والدفاعي بالتالي من الضروري جدا التأكيد على الهوية الوطنية والبعد التحرري الأفريقي، مع رفض التبعية للغرب وخاصة فرنسا.
ويشكل القرار رسالة إلى الداخل: من خلال خطوة القطيعة مع أي تواجد عسكري على أرض السنغال يوجه سونكو فضلا عن كونها رسالة طمأنة للشعب السنغالي بأن الدولة قوية وقادرة على حماية مواطنيها، مما يعزز الثقة بالحكومة الجديدة
كما توجه خطوة سوانكو نفس الرسالة للدول الأجنبية، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة (اللتين لهما وجود عسكري في المنطقة)، بأن السنغال تسعى لعلاقات قائمة على الاحترام المتبادل وليس التبعية مشيرا إلى أن السنغال منفتحة على الشراكة مع الجميع، ولكن على أساس “عادل ومتوازن”، ما يعني رفض أي نوع من الهيمنة أو الاستغلال
كما يحقق تنفيذ هذه الخطوة والقول مازال للخبير في الشئون الإفريقية نمطا جديدا من العلاقات الدولية، حيث تكون الشراكة مبنية على المصالح المتبادلة وليس على النفوذ العسكري، ومن الناحية الإقليمية وحتى القارية يجب أن تتولى الدّول الافريقية زمام مستقبلها بنفسها، في إشارة إلى ضرورة تحرر القارة من النفوذ العسكري والسياسي الخارجي،
وخلص البان إلي أن هذا الموقف يعكس توجهًا متزايدًا في غرب إفريقيا، حيث اتخذت دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر خطوات مشابهة بطرد القوات الأجنبية رغم أن انسحاب القوات الأجنبية قد يطرح تحديات أمنية، خاصة في ظل التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل لكنه بلا شك يدفع نحو بناء قدرات الجيش السنغالي وتعزيز التعاون الأمني الإقليمي بين الدول الإفريقية.