وول ستريت جورنال : نتنياهو يخشي العزلة  حال توجيهه ضربة منفردة لإيران

قال الرئيس ترامب يوم الأربعاء إنه حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتخاذ أي خطوات – مثل ضربة عسكرية – من شأنها أن تعرقل المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: “قلت له إن هذا سيكون تصرفًا غير ملائم في الوقت الحالي، لأننا قريبون جدًا من حل”.

وبحسب تقرير لـ “وول ستريت جورنال “عبّر نتنياهو علنًا عن مخاوف إسرائيل، محذرًا من أن اتفاقًا سيئًا أسوأ من عدم وجود اتفاق.

وقد بدأت المفاوضات النووية في 12 أبريل، وعقد الجانبان خمس جولات، قاد وفد الولايات المتحدة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، فيما ترأس وفد إيران وزير خارجيتها. لا تزال المفاوضات متعثرة حتى الآن بسبب إصرار فريق ترامب على ضرورة تخلي إيران عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم.

أظهرت صور الأقمار الصناعية لموقع نطنز الإيراني عام 2022، ومنشأة تحويل اليورانيوم قرب أصفهان عام 2005.

أكد ترامب مرارًا أنه يفضّل حلاً دبلوماسيًا، لكنه حذر من أن الخيارات العسكرية ستظل مطروحة إذا فشلت المفاوضات. وفي رسالة أرسلها للمرشد الإيراني في مارس، وضع ترامب إطارًا زمنيًا مدته شهران لنجاح المفاوضات، رغم تقليل مسؤولين في إدارته من أهمية وجود موعد نهائي صارم.

فيما يخشى كثيرون في إسرائيل من أن إدارة ترامب لن تلتزم بخطوطها الحمراء بخصوص التخصيب، في ظل حماستها للتوصل إلى اتفاق. قال ترامب بنفسه إنه لم يتخذ قرارًا بشأن هذه المسألة، فيما صرّح ويتكوف قبل بدء المحادثات بأن الولايات المتحدة تدرك أن الجانبين سيضطران لتقديم تنازلات من أجل التوصل لاتفاق.

قال أفنر غولوف، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والباحث حاليًا في “مايند إسرائيل” للاستشارات الأمنية: “الخوف هو أنه بسبب رغبة ترامب في التوصل إلى اتفاق، وبسبب قدرة إيران على كسب الوقت، سينتهي بنا الأمر باتفاق لا يلتزم بمبدأ عدم التخصيب”.

كذلك، عبّر مسؤولون أوروبيون وأمريكيون سابقون تفاوضوا مع إيران عن شكوكهم في أن تتمكن الإدارة الأمريكية من التوصل إلى اتفاق يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم بشكل كامل.

صرّح ترامب بأن إيران “وافقت تقريبًا” على شروط الاتفاق النووي.

في الوقت الحالي، يعمل الجانبان الأمريكي والإيراني على وضع إطار عمل يحدد مبادئ الاتفاق. قال مسؤول أمريكي رفيع إن الولايات المتحدة تستعد لتقديم “وثيقة شروط” لإيران تتضمن إنهاء التخصيب.

وأضاف المسؤول: “إذا لم يقبلوا هذه الشروط، فلن يكون يومًا جيدًا للإيرانيين”.

قال نتنياهو إن حكومته ستدعم اتفاقًا ينهي برنامج إيران لتخصيب الوقود النووي. لكن إيران تصر على قدرتها على تخصيب اليورانيوم كشرط أساسي في المفاوضات المستمرة منذ عقدين.

وقد سمح الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة أوباما عام 2015 لإيران بتخصيب اليورانيوم بحدود صارمة لمدة 10 سنوات، بهدف إبقاء طهران عامًا على الأقل بعيدًا عن امتلاك ما يكفي من الوقود لصنع قنبلة. لكن ترامب انسحب من الاتفاق في ولايته الأولى.

هناك إجماع واسع في إسرائيل على ضرورة الاحتفاظ بحق التصرف بشكل مستقل تجاه إيران، مهما كانت نتيجة المفاوضات.

وقد عززت إسرائيل خياراتها العام الماضي بضرب حزب الله في لبنان وتدمير العديد من الدفاعات الجوية الإيرانية خلال تبادل مباشر غير مسبوق للنيران بين البلدين. هذا سيجعل من الصعب على إيران الدفاع أو الرد في حال تعرضت لهجوم.

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في طهران هذا الأسبوع إن المحادثات مع الولايات المتحدة ما زالت متعثرة. ووفقًا لوكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، زادت إيران بشكل كبير من إنتاج اليورانيوم المخصب شبه العسكري، وتعتقد الولايات المتحدة أنها قد تنتج قنبلة بدائية في غضون أشهر.

تحفر إيران أنفاقًا عميقة تحت منشأة نطنز بحسب أشخاص مطلعين على برنامج إيران أكدوا إن العمل لم يكتمل بعد، لكنه سيمكن إيران في النهاية من إنتاج وقود للأسلحة النووية بعيدًا عن متناول الضربات الجوية، واستئناف برنامجها بعد أي هجوم.

هذا قد يجعل توجيه ضربة قبل اكتمال هذه الأنفاق أكثر جاذبية – حتى لو استمرت المحادثات.

يرى بعض الإسرائيليين أنه يجب المضي قدمًا في ضرب البرنامج النووي الإيراني حتى من دون دعم أمريكي، طالما لا يزال الوقت سانحًا.

لكن مثل هذا الهجوم سيعزل إسرائيل عن حليفها الرئيسي، وسيكون أقل فعالية أو أصعب بكثير بدون المساعدة العسكرية الأمريكية – خاصة في صد أي رد عسكري إيراني واسع النطاق.

قال راز زيمت، الباحث البارز في “معهد دراسات الأمن القومي” في تل أبيب: “إسرائيل لن تلجأ للخيار العسكري دون موافقة أمريكية. لذلك، هناك قلق مزدوج: من أن الاتفاق لن يكون كافيًا، وأننا سنفقد فرصة أخرى لمعالجة المشكلة النووية بشكل جذري.”.