واشنطن تراهن علي الدبلوماسية الاقتصادية والشراكة الأمنية لاستعادة نفوذها في إفريقيا
لمواجهة الصعود الصيني المتنامي
- abdelrahman
- يونيو 3, 2025
- تقارير
- إفريقيا, التمدد الصيني, الشراكة الأمنية, الشريك التجاري, الصين, النفوذ الامريكي, امريكا, جريدة الرائد
كثفت الولايات المتحدة الأمريكية مساعيها لاستعادة نفوذها في إفريقيا الذي تراجع بشكل واضخ خلال الأعوام القليلة الماضية عبر استيراتيجة متعددة الأبعاد تجمع بين أدواة التجارة ، والاستثمار ، والشراكة الأمنية ، والدبلوماسية الاقتصادية ، في مواجهة النفود الصيني والروسي في القارة الأفريقية.
وبحسب تغريدة للباحث الموريتاني الخبير في الشئون الإفريقية سلطان البان أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا استراتيجية جديدة تركز على “الديبلوماسية التجارية” وقيادة القطاع الخاص، بدلاً من الاكتفاء بالمساعدات التقليدية ، بهدف خلق شراكات متكافئة وفرص استثمارية متبادلة،
وتابع البان قائلا :وبالتالي من المتوقع أن يعرض مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية بالإنابة السفير السابق لدى غينيا تروي فيتريل، أمام اللجنة الفرعية المعنية بإفريقيا وسياسة الصحة العالمية التابعة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، غدا الأربعاء خطته الجديدة التي تتناول المخاوف بشأن “النفوذ الصيني في إفريقيا”،
ومن المرجح أن يركز النقاش في معظمه على صراع الولايات المتحدة للتنافس تجاريًا مع بكين في أغلب بقاع القارة الإفريقية .
من جهته سيعرض فيتريل لأوّل مرّة خطة من ست نقاط لتعزيز التجارة والاستثمار الأمريكي في إفريقيا، في ظل تصاعد المخاوف من النفوذ الصيني المتزايد في القارة. هذه الخطة تأتي كرد أمريكي مباشر على التغلغل الصيني الاقتصادي والسياسي في إفريقيا، والذي بات يمثل تحدياً استراتيجياً للولايات المتحدة.
ومن أبرز ملامح خطة الست نقاط و بحسب تصريحات فيتريل وتقارير إعلامية أمريكية، تتضمن الخطة الأمريكية المحاور التالية، أولاً: جعل الدبلوماسية التجارية محور التعاون الأمريكي الإفريقي.
بل سيتم تقييم أداء السفراء الأمريكيين في إفريقيا بناءً على مدى دعمهم للشركات الأمريكية وعدد الصفقات التي يسهلونها، بهدف تحويل الدبلوماسية إلى أداة فعالة لفتح الأسواق الإفريقية أمام المنتجات والاستثمارات الأمريكية
ومن ثم وفقا لتغريدة البان فإن العمل مع الحكومات الإفريقية لتنفيذ إصلاحات سوقية رئيسية: تركز الخطة على التعاون مع حكومات الدول الإفريقية ذات الأولوية لتنفيذ خمسة إصلاحات سوقية رئيسية حددها القطاع الخاص، بما يشمل إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي تعيق التجارة والاستثمار.
وستركز واشنطن في هذا السياق علي تنفيذ مشاريع بنية تحتية مستدامة في الدول ذات الأولوية: تهدف الولايات المتحدة إلى تنفيذ مشاريع بنية تحتية ضخمة ومستدامة في إفريقيا، لمنافسة المشاريع الصينية التي غيرت وجه القارة في العقدين الأخيرين، خاصة في مجالات الطرق والموانئ والطاقة.
وستعمل واشنطن كما يؤكد البان علي زيادة ربط الشركات الأمريكية المصدرة بإفريقيا بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على ربط حصة أكبر من الشركات الأمريكية الموجهة للتصدير (والتي تبلغ نحو 300 ألف شركة) بالأسواق الإفريقية، من خلال بعثات تجارية وبرامج دعم وتسهيلات ائتمانية.
وأضاف الخبير الموريتاني في الشئون الإفريقية :إصلاح مبادرات الترويج التجاري الأمريكية و تشمل الخطة إصلاح برامج الترويج التجاري الأمريكية لتصبح أكثر مرونة وقدرة على تحمل المخاطر، بما يتيح دعم الشركات الأمريكية بسرعة وكفاءة أكبر في الأسواق الإفريقية.
ومن ضمن أهم أولويات الاستراتيجية الأمريكية تعزيز الدبلوماسية التجارية من خلال وزارة الخارجية، مثلاً: تكليف وزارة الخارجية الأمريكية بقيادة المزيد من بعثات الدبلوماسية التجارية إلى إفريقيا، من أجل فتح قنوات جديدة للتعاون الاقتصادي وتسهيل الصفقات التجارية.
وتأتي هذه الخطة في ظل تصاعد المنافسة الصينية الأمريكية على إفريقيا، حيث باتت الصين الشريك التجاري الأول للقارة، وأكبر مقرض ومصدر للاستثمار الأجنبي المباشر، مع مشاريع ضخمة في البنية التحتية والطاقة والمعادن.
بل تعتبر واشنطن أن النفوذ الصيني في إفريقيا لم يعد يقتصر على الاقتصاد، بل يمتد إلى التأثير السياسي والثقافي، وهو ما يثير مخاوف أمريكية من فقدان النفوذ في منطقة استراتيجية غنية بالموارد.
وتمثل خطة فيتريل محاولة أمريكية لاستعادة زمام المبادرة في إفريقيا عبر التركيز على التجارة والاستثمار، ومنافسة الصين التي رسخت نفوذها الاقتصادي والسياسي في القارة خلال السنوات الأخيرة
وخلص البان في نهاية تغريدته للقول :لكن يبقى نجاح هذه الخطة مرتبط بشكل كبير على قدرة واشنطن على تنفيذ إصلاحات واقعية، ودعم الشركات الأمريكية، وتقديم بدائل جاذبة وملموسة للشركاء الأفارقة مقارنة بما تقدمه الصين.