هكذا يدمر الاحتلال أسس إقامة الدول الفلسطينية

عبر التجويع في غزة والمستوطنات في الضفة

في أحد الأراضي الفلسطينية، غزة، أطلقت القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع النار على أشخاص يندفعون بشكل يائس لجمع المساعدات الغذائية. وفي الأخرى، الضفة الغربية،

وفي السياق ذاته وبحسب تقرير لصحيفة “الفايننشيال تايمز ” ترجمته جريدة الرائد أعلنت حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة الأسبوع الماضي خططًا لبناء 22 مستوطنة جديدة — وهي مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي — في أكبر توسع منفرد في الأراضي المحتلة منذ سنوات.

أيًا كان الاتجاه الذي يسلكه الفلسطينيون بحسب الصحيفة ، فهم يواجهون كارثة. في جوهر الأمر، تعاقب إسرائيل جماعيًا جميع سكان غزة والضفة الغربية على الفظائع التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر 2023، عندما قتل المسلحون 1200 شخص وأخذوا 250 رهينة حسب وصفها .

واستدركت الصحيفة قائلة :كان ذلك الهجوم المروع أعنف يوم يواجهه اليهود منذ المحرقة وفق مزاعم الصحيفة

. ومع ذلك، يتضح أكثر مع كل خطوة أن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة تستغل اللحظة لتحقيق هدفها المتمثل في المزيد من الاحتلال، وربما الضم وطرد الفلسطينيين من أرضهم.

وعادت للقول : ومع كل هجوم جديد على المجتمع الفلسطيني، وكل جريمة حرب محتملة، تصبح فكرة النظام الدولي القائم على القواعد — والمدعوم من الغرب — أكثر خواءً.

على مدار 20 شهرًا، وقفت الدول الغربية في معظمها إلى جانب إسرائيل، في الوقت الذي أدى فيه حربها ضد حماس إلى تهجير معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة مرات عدة، وقتل أكثر من 54 ألف شخص، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.

والآن، ووفقًا لوكالات الإغاثة الدولية ومسئولي المستشفيات في غزة، قُتل فلسطينيون يائسون وجائعون برصاص حي بينما كانوا يتجهون إلى مراكز توزيع المساعدات، وهي جزء من نظام تدعمه الولايات المتحدة وأدخلته إسرائيل الأسبوع الماضي، رغم ما يثيره من جدل.

يأتي هذا في الوقت الذي  أنكرت إسرائيل واحدة على الأقل من هذه الحوادث، في الوقت الذي سعت فيه إلى تشويه سمعة وسائل الإعلام ومنتقديها. لكنها ترفض، في المقابل، السماح للصحفيين بدخول القطاع المحاصر للتحقق من المعلومات.

وعادل الصحيفة البريطانية للقول :لقد طغت فظائع غزة على الهجوم الإسرائيلي في الضفة الغربية. لكن هذه المنطقة شهدت أيضًا أكثر فتراتها دموية منذ عقدين.

وتحت ذريعة قتال المسلحين، وسّعت إسرائيل عملياتها هناك، ما أدى إلى مقتل المئات وإجبار الآلاف على ترك منازلهم. وبشكل منفصل، شنّ المستوطنون اليهود، الذين شجعهم دعم الحكومة، موجة من العنف، فقتلوا واعتدوا على الفلسطينيين، ودفعوا المزيد منهم إلى النزوح عن أراضيهم.

ومن المهم الإشارة هنا إلي إن ضم الضفة الغربية الزاحف يتسارع بوتيرة مثيرة للقلق، ما يدمر الأسس التي يجب أن يُبنى عليها أي دولة فلسطينية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن توسيع المستوطنات هو “خطوة استراتيجية تمنع قيام دولة فلسطينية”.

وفي هذا السياق وفي  مواجهة العنف الأخير، رفعت الدول الأوروبية أخيرًا مستوى الضغط على نتنياهو. فقد أطلق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مراجعة لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل. كما أوقفت بريطانيا محادثات اتفاق تجاري جديد وفرضت عقوبات على المستوطنين والكيانات الاستيطانية.

واردفت الصحيفة ولكن عليهم  فعل المزيد. لسنوات، تجاهل حلفاء إسرائيل الأوروبيون التوسع الاستيطاني غير القانوني. ولا يزالون، بشكل غير مفهوم، يستوردون السلع من المستوطنات.

وشددت الصحيفة علي  أنه حان الوقت لمطابقة الأقوال بالأفعال و يجب ألا تعفي سلوكيات حماس البشعة وخطر التمرد الفلسطيني إسرائيل من محاسبة نفسها على أفعالها. ومع إبداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القليل من الاهتمام بكارثة غزة الإنسانية،

وطالبت الصحيفة الدول الأوروبية أن تظهر لإسرائيل أن أفعالها لها عواقب حيث  ينبغي لها حظر التجارة مع المستوطنات وفرض عقوبات على الكيانات الاستيطانية المتطرفة.

كما ينبغي لها خفض مبيعات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل إلى النصف، وفرض عقوبات على القوميين المتطرفين في الحكومة الذين يؤججون العنف في غزة والضفة الغربية.

وخلصت للقول في نهاية تقريرها علي أوروبا أن تتزعم الجهود للاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، قبل ألا يبقى ما يمكن الاعتراف به. ستكون خطوة رمزية.

واستدركت :لكنها ستبرز التزام أوروبا بحل الدولتين كخيار وحيد لمستقبل مستدام. كما ستبعث برسالة إلى إسرائيل مفادها أن مفهومي القانون الدولي والعدالة ما زالا يحملان معنى