لهذه الأسباب بوركينافاسو دولة مسلمة وليست وثنية
يرصدها خبير في الشئون الإفريقية
- abdelrahman
- يونيو 4, 2025
- تقارير
- الوثنية, بوركينافاسو, جريدة الرائد, دولة مسلمة, محمد الأمين سوادغو
بوركينافاسو دولة مسلمة أي ذات أغلبية مسلمة، ليست دولة وَثنية كما يروّج لها بعض المُرجفين الكذّابين، يسعى بعض الناس لتشويه صور بوركينافاسو بغية تبرير أفعال التيارات المتشددة التي تريد إقامة دُويلات قومية اثنية في السَّاحل الأفريقي
بل أن هذه الجماعات تخدع الناس بشعاراتٍ اسلاميةٍ، ومشاريع قومية بحتة، والتي اتفق الجميع في غرب أفريقيا على استحالة تحقيقها، فيقدمون ومن يدعمهم صورة بوركينافاسو للعالمِ العربي والإسلامي على أنّها دولة وَثنية وهو كَذبٌ وفِريةٌ.
ووفقا للخبير في الشئون الإفريقية محمد الأمين سوداغو فإن نِسبةِ المسلمين في بوركينافاسو تفوق 63% ويليهم الكاثوليكية بنسبة 20.1%، والبروتستانتية 6.2% حسب الإحصائية الرسمية للحكومة عام 2022،
بل أن هناك من قدّر نسبة المسلمين في بوركينافاسو وفقا لسوادغو إلى 70% وأكثر، ومعرفة النسبة الحقيقية لعدد المسلمين في كل دولة أفريقية صعبة للغاية؛ بعض الجهات الغربية ترفض اظهارها للناس؛ لأنها تصب في مصلحةِ الإسلام والتّرويج له، وزيادة عدد معتنقي الاسلام في كل ربوع أفريقيا.
فلقد دَخل الإسلام إلى “فُولتا العليا” سابقاً، “بوركينا فاسو” حالياً حوالي وفقا لسوادغو في القرَنين الخامس عشر والسادس عشر، ولم يحقّق الاستقرار إلاّ خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر،
وعلى الصعيد الوطني شهد الغرب والشمال قدراً أكبر من تأثير الإسلام مقارنة بالمناطق الأخرى. المعلومة من كتاب(بوركينا فاسو: مائة عام من التاريخ، 1895-1995).
ومن المهم الإشارة هنا إلي نِسبةِ الوَثنيين في بوركينافاسو 9% حسب الإحصائية الرّسمية للدولة عام 2022، يعني أنّهم أقل من 10% من مجموع شعب يبلغ عددهم 22 مليون،
من ثم فلا أحد يكاد يَراهم أي الوثنيين لقلّتهم، فليس لهم مركزواحد في بوركينافاسو، وليس لهم مدرسة واحدة لتعلم الوثنية وتم تعيين يوم وطني للوثنيين في يوم 6 مايو 2024 ويَحيَونَها سنوياً، ولن ترى وجودهم في ذلك اليوم على الأرض الواقع إلاّ في التّواصل الاجتماعي.
وتساءل كيف بهذه النِسبة الضيئلة 9% تكون الدولة وَثنية حسب ترويج بعض المنافقين الكذابين الذين يصفقون لهجات للتيارات المتشددة بشكل غير مباشر، الذين يقتلون الأبرياء ويَحرقون الحرث والنسل، وينشر بعض المحسوبين على الدعوة الاسلامية أكاذيباً بغية تسويه صورت بوركينافاسو في موضوع الوثنية لهدف تبرير فعل هؤلاء ؛ فوجب علينا بيان الحقيقة للناس.
ولقد انتهز بعض النفوس المريضة كما يشير الخبير في الشئون الإفريقية لتعيين اليوم الوطني للوَثنية في بوركينافاسو للطعن في الرئيس والدولة والشعب معاً، وكأنّ الرئيس وَثني، والدولة وَثنية، والشّعب وَثنيون بينما الحقيقة على الأرض غير ذلك،
فالرئيس البروكيني مسلم يصلي في الجماعة، يقطع جلساته الحكومية الرسمية للصلاة حسب شهادة بعض الوزراء، وقد طلب بعض الوثنيين تعيين يوماً لهم فكان لهم، وبيّنا اعتراضنا لهذا القرار الحكومي، لما يترتب عليه من فتن وتطاول على الاسلام وشريعته،
واستدرك قائلا :يخطئ مَن يعتقد أننا نصفق على هذا القرار، وقد بدأت بوادر فتن هذا القرار تظهر، اعتمدت الحكومة على بنود قانونية كما هو واضح في مشروع القرار الذي اطلعنا عليه، وعلى فكرة أغلب المعارضين للرئيس وثنيون، وبعضهم يشتكون من تقديم يوم واحد لهم، يرون أنه تهميش لهم.
وبل يُحاول بعض مرضى النفسيين والمُرجفين الطعن في كل مَن يُؤيد نظام ابراهيم تراوري في بوركينافاسو على أنّه تأييدٌ للوَثنيةِ، ويصفون النظام بالوَثني، من أجل قرار واحد، والهدف هو تشويه جهود الرئيس والنيل منه ومن مُشجعيه، يخلطون بين قرارات الدولة وموقف من يُؤيد الرئيس بسبب جهوده وخدمته للدولة والشعب معاً، وسعيه الحثيث لاخراج البلد مِن براثنِ العنف والفوضي ..
في هذا السياق لا يمكن تجاهل أنه يُطلق على بوركينافاسو (دولة المساجد والمدارس الاسلامية) حيث لا تقل عدد المساجد في كل رُبوع بوركينافاسو 50 ألف مسجد؛ وهي دولة صغيرة، عدد سكانها 22مليون نسمة يعيشون في مساحة لا تتجاوز 274,200 كليومتر مربع، تجد في كل حي صغير واحد عشرات المساجد وعدد من المدارس الاسلامية، ممّا يؤكد على انتشار الاسلام في هذا البلد المسلم.
ففي بوركينافاسو أكثر من 300 جمعية اسلامية مرخصة من الدولة، وتنتمي معظمها في جسم (اتحاد الجمعيات الاسلامية في بوركينافاسو الفيدرالية FAIB) تعمل في مجال الدعوة، والجمعيات الاسلامية التي لم ترخص أكثر من أن تعد وتحصى.
كما في بوركينافاسو أكثر من 2,161 مدرسة اسلامية، يدرس التلاميذ فيها العلوم الإسلامية الى جانب الفرنسية، وعدد المدرسين في تلك المدارس يفوق: 8,483، وعدد التلاميذ، المجموع: 353,501، الذكور: 188,505، وعدد الإناث: 164,996 والعدد يتكاثر.
هذه الأرقام تستند لاحصائية رسمية كما يشير الخبير في الشئون الإفريقية من المديرية العامة للدراسات والإحصائيات القطاعية-وزارة التربية الوطنية والنهوض باللغات الوطنية-بوركينا فاسو- عام 2023
كما أن هناك عددا من المدراس الإسلامية التي لم تسجل لدى الوزارة كثيرة جدا؛ إضافة الى جانب هذه المدراس الإسلامية هناك كتاتيب لتعليم الأطفال القرآن الكريم وأصول الدين إضافة الى المجالس العلمية في المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، كلّها نهضة اسلامية قويّة، في دولة متسامحة مع الجميع.
حيث بَلَغ عدد المدارس الإسلامية بحسبَ فضيلة الشيخ الدكتور أحمد سَانُوغُو -حفظه الله- مدير مدرسة السّلام وفروعها ومؤسّس جامعة السّلام في مدينة بوبوجولاسو وَحدَها 400 مدرسة ومعهداً تقريباً، ويفوق عدد التلاميذ فيها 400 ألف تلميذاً وتلميذةً.
وَبَلَغ عدد الجامعات الإسلامية والكليات في بوركينافاسو 7 جامعة وكلية، تدريس العلوم الإسلاميّة بجميع فنوها، مَسموح قانوياً لكل مواطن أو حتّى أجنبي المقيم، يمكن أن يفتحَ مدرسته الإسلامية ويعلم أطفال بوركينافاسو الاسلام على المنهج الذي يختاره لمدرسته، أنتَ وقُدرتك وإمكانياتك المادّية والمَعنويّة.
لذا علينا هنا التأكيد أغلب الشعب في بوركينافاسو مسلمون، يصلون ويصومون ويحجون ولله الحمد، يبني بعض الجمعيات الاسلامية المسلمين مراكز صحية ومستشفيات حاليا، وبدلاً مِن بناء المستشفيات والمصانع إلى جانب المدراس الإسلامية ودُور حفظ القرآن الكريم والمساجد لخدمة الاسلام والمسلمين ودعم الدعوة الإسلامية
ونشاط الجمعيات الإسلامية يشبه الي حد كبير الهيئات التّنصيريّة التي تبني المدارس والمستشفيات والمصحات لنشر دينهم النصرانية في صمتٍ ونشاطٍ رهيبٍ
ولكن ما يختلف فيه ان هذه المنظمات التنصيرية يُرسلون المُسلحين لقتل الشعب البوركينابي المسلم المُسالِم الطيّب، والذي يَنتقدهم ويُبيّن ظلمهم وخُبث أفعالهم وجَوْرهم وصفوه بالمُطبّل للعسكر أو يساند الوثنيين، ما أكذبهم، الذين حملوا السلاح لقتل الناس في بلداننا لم يدخلوا أي وثني في الاسلام، لهم أجندات لا علاقة لها بالإسلام ونصرته مدعومة من الغرب الصليبي، تضر بنشر الإسلام في أفريقيا.
وفي مناسبة هذه الأيام المباركة يجب أن نؤكد أن عدد حُجاج بوركينافاسو سنوياً (8,143) حاجاً وحاجّة، يحجون بيت الله وعدد المُعتمرين أكثر مِن أن تعد وتحصى، دليلٌ على انتشار الاسلام في كل ربوع بوركينا فاسو..
وفي هذه الأجواء يجب الإشارة إلي أنه قُتل في بوركينافاسو منذ بداية العنف 2015 حيث وقع أوّل هجوم أكثر من 10 آلاف شخص أغلبهم من النساء والأطفال؛ وهُجر ما لا يقل عن 2 مليون مواطن من مناطقهم وأغلبهم كذلك من النساء والأطفال و99% منهم مسلمون، وهم بلا مأوى ويساعدها منظمات انسانية دولية ومحلية، كارثة حقيقية، هل يفعل هذا بإخوانهم مَن يؤمن بالله ويُريد نصرة الإسلام في أفريقيا ؟!
ولا يغيب عنا هنا كما يقول الخبير في الشئون الإفريقية أن نذكر أن ثمة أصواتا تدعوفي هذه الفترة في غرب أفريقيا الى العودة إلى الوثنية تحت شعارات مختلفة، يقودها بعض الحركة الكاميتية الوثنية والبنافريقانية،
وتستند هذه الدعوات وهذه الحملات الشرسة إلي ظهور هؤلاء المسلحين في الساحل بهذه الدموية، وقد تصدر قرارات تحت بند مكافحة العنف وتجفيف منابعه في مختلف بلدان أفريقيا وبدعم غربي سخي وبتحريض منهم لعرقلة الدعوة الإسلامية في غرب أفريقيا،
كما أن جرائم هؤلاء المسلحين الذين جاؤا بالسّلاح يقتلون ويحرقون ويفجرون تحت راية الإسلام كذباً وزوراً وبهتاناً والاسلام بريء منهم برائة الذئب من دم يوسف عليه السلام قد لعبت دورا في انتشار هذه الدعوات .