لماذا تواصل الإمارات دعم الدولة اليهودية رغم حرب غزة؟
أفضل صديق عربي للكيان
- abdelrahman
- مايو 27, 2025
- اخبار عربية
- اتفاقيات ابراهام, اسرائيل, الامارات, التطبيع, الكيان الصهيوني, جريدة الرائد, حرب غزة
«في أبو ظبي أشعر بأمان أكثر مما أشعر به في أوروبا»، يقول الرجل ممتلئ الجسد ذو اللحية الرمادية والقلنسوة اليهودية، بينما يغرف الحمص في صحن بلاستيكي.
وبحسب صحيفة إن زي زي السويسرية فإن هذه المواطن الإسرائيلي هو في الأصل يعيش في القدس، لكنه في رحلة عمل حالياً في الإمارات العربية المتحدة – وللمرة الثانية. الأعمال تسير بشكل جيد.
تقرير الصحيفة السويسرية :هذا الرجل، في منتصف الأربعينيات من عمره، يدير مدرسة لغات تقدم دورات لتعليم اللغة العربية للإسرائيليين في أبو ظبي. ومن زبائنه مؤخراً أيضًا سكان من الإمارات يرغبون في تعلم اللغة العبرية.
ووفقا للصحيفة هذا الرجل، الذي رفض ذكر اسمه، هو واحد من نحو عشرين يهوديًا ويهودية اجتمعوا مساء الجمعة في فيلا فخمة لأحد الحاخامات في أبو ظبي للاحتفال بقدوم السبت.
واشارت إلي معظم الضيوف من الإسرائيليين. الأطفال يركضون في المكان، الرجال صلّوا وغنّوا بالعبرية قبل العشاء الكشري، وعلى الطاولة وُضع النبيذ الأحمر والويسكي. قبل سنوات قليلة فقط، كان مشهد كهذا في بلد مسلم أمرًا لا يُمكن تخيله.
لكن في عام 2020، قامت الإمارات، ضمن اتفاقيات أبراهام التي تم التفاوض عليها بوساطة دونالد ترامب، بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
ومضت الصحيفة في تقرير ها الذي ترجمته جريدة الأمة الاليكترونية الدول العربية القليلة التي تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، شددت لهجتها تجاه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ بداية حرب غزة.
وقد سحبت الأردن سفيرها من تل أبيب بعد اندلاع الحرب بوقت قصير. وقال دبلوماسي مصري في إسرائيل إن العلاقات مع القاهرة لم تكن متوترة بهذا الشكل منذ توقيع اتفاق السلام عام 1979. حتى الدول الغربية كثفت مؤخرًا من ضغوطها الدبلوماسية على إسرائيل، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وكندا. إلا أن الوضع مختلف تمامًا في الإمارات.
سفارة إسرائيل في أبو ظبي تظل البعثة الدبلوماسية الوحيدة للدولة اليهودية في الشرق الأوسط التي لا تزال تعمل بكامل طاقتها.
في عيد الاستقلال الإسرائيلي نهاية أبريل، نظّمت السفارة احتفالاً حضره عدد من السياسيين الإماراتيين، حسبما ذكر أحد الحضور. تنطلق من الإمارات يوميًا أكثر من عشر رحلات جوية إلى تل أبيب، بينما توقفت جميع الرحلات الأخرى من الدول العربية المجاورة.
صحيح أن شهر العسل بين إسرائيل والإمارات قد انتهى، ولم تُقصّر أبو ظبي في انتقاد طريقة إدارة إسرائيل للحرب، إلا أن مسئولين إماراتيين ودبلوماسيين أوروبيين يؤكدون أن الاتحاد الفيدرالي الإماراتي لا يعتزم قطع العلاقات. ويعود السبب في ذلك إلى البراغماتية الصارمة التي يتبناها حكام الخليج.
في أحد المراكز التجارية الفاخرة في دبي، تجلس ابتسام الكتبي على طاولة في مقهى راقٍ. الكتبي، مديرة مركز الإمارات للسياسات، ترتدي حجابًا ونظارة شمسية سوداء كبيرة. تقول إن العلاقة مع إسرائيل تمنح الإمارات آفاقًا واسعة للنمو على المدى الطويل.
وتابعت «النموذج الاقتصادي في الإمارات لا يعمل إذا كانت المنطقة غير مستقرة»، تقول العالمة السياسية. «ازدهارنا يقوم على الترابط». لم تعد عائدات النفط والغاز تشكل سوى ربع الناتج المحلي الإجمالي.
في دبي المستقبلية، أصبح السياحة والتجارة والعقارات أهم من الطاقة. ويُعد الصندوق السيادي الإماراتي من أكبر المستثمرين عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي. الدولة تحررت إلى حد كبير من الاعتماد على الوقود الأحفوري – وهو نموذج تسعى دول خليجية أخرى لنسخه، وعلى رأسها السعودية بمشروعها «رؤية 2030». وإذا أُريد استمرار تدفق الأموال إلى الخليج، فلا بد من الحفاظ على السلم في المنطقة.
تقول الكتبي: «اتفاقيات أبراهام كانت فكرة جيدة، لكن التنفيذ من الجانب الإسرائيلي هو المشكلة». وترى أن النزاع الطويل مع الفلسطينيين وصل إلى طريق مسدود، ولهذا السبب سعت الإمارات عام 2020 إلى حل غير تقليدي.
من منظور الإمارات، كان من المفترض أن تكون خطوة الاعتراف بإسرائيل بداية لمسار أوسع من الاندماج الإقليمي، وبداية لمفاوضات مع الفلسطينيين. لكن هذا لم يكن هدف نتنياهو – استخدم الاتفاقية لأغراض انتخابية». ورغم ذلك، تؤكد الكتبي أن العلاقات لن تنهار.