سيناريوهات انهيار الكيان الصهيوني والاحتمالات الزمنية
انهيار إسرائيل ليس مستحيلًا لكنه يتطلب تضافر جهود
- Ali Ahmed
- مايو 29, 2025
- المشاريع العالمية, تقارير, رأي وتحليلات
- انهيار الاحتلال, تحرير فلسطين, تدمير إسرائيل, زوال الاحتلال
مما هو مطروح سواء على أوساط سياسية أو أكاديمية أو دينية هذه الأيام هو سيناريوهات انهيار الكيان الصهيوني والاحتمالات الزمنية لذلك بناءً على عوامل عسكرية، اقتصادية، اجتماعية، وسياسية، باتت ظاهرة للعيان.
فمع تنامي محور المقاومة، وتراجع الهيمنة الغربية، وتزايد الانقسام الإسرائيلي الداخلي، فإن كثيرًا من التحليلات الجادة تعتقد أن الكيان في طريقه إلى الزوال، ربما ليس غدًا، لكن ليس بعيدًا عن جيلنا الحالي.
ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن أمنيات أو شعارات، بل عن تحليلات ومعطيات واقعية داخلية وإقليمية ودولية.
أولًا: سيناريوهات عسكرية محتملة للانهيار
1. حرب شاملة متعددة الجبهات
• مواجهة على عدة جبهات متزامنة: من غزة، لبنان، وسوريا، وربما جبهة داخلية من فلسطينيي الداخل.
• إذا نُسّقت هذه المواجهات مع ضربات صاروخية كثيفة ودقيقة تُغرق القبة الحديدية، وتؤدي إلى تدمير واسع في البنية التحتية.
• تصعيد كهذا قد يؤدي إلى فقدان السيطرة الأمنية، وهروب جماعي من المدن الكبرى، مما يسبب حالة هلع وفوضى شاملة.
2. تفوق عسكري عربي – إسلامي نوعي مفاجئ
• تطوير تكنولوجيا عسكرية محلية من قبل محور المقاومة، أو دخول دول كبرى داعمة في المواجهة (بشكل مباشر أو عبر الإمداد الكامل)، بما يُحدث خللاً في ميزان القوة.
• في حال تحييد سلاح الجو الإسرائيلي أو تدمير مراكز القيادة والسيطرة الإلكترونية، يفقد جيش الاحتلال فعاليته.
ثانيًا: سيناريوهات اقتصادية تؤدي للانهيار
1. وقف الدعم الأمريكي والغربي
• تقدم الولايات المتحدة نحو 3.8 مليار دولار سنويًا كمساعدات عسكرية لإسرائيل، فضلًا عن حماية سياسية واقتصادية توفرها للكيان.
• في حال تغير توجه الإدارة الأمريكية (أو تعرضت أمريكا لأزمة داخلية كبيرة)، سيؤدي ذلك إلى فجوة مالية ضخمة وخلل في موازنة الأمن والدفاع.
2. فرض عقوبات اقتصادية دولية
• إذا تم عزل إسرائيل دوليًا (كما حصل مع جنوب أفريقيا سابقًا)، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية وتجارية من دول كبرى، فإن الاقتصاد الإسرائيلي سيخسر أهم مصادره: التكنولوجيا، التصدير، الاستثمار، والتعاون الدولي.
3. انهيار داخلي بسبب الأزمات الاقتصادية
• أي ركود حاد أو تضخم كبير يؤدي إلى بطالة وأزمات اجتماعية (خاصة في ظل الفجوة بين المتدينين والعلمانيين)، قد يؤدي إلى احتجاجات وتمرّدات داخلية.
ثالثًا: سيناريوهات اجتماعية داخلية
1. تصاعد التناقضات الداخلية
• الصراع بين المتدينين والعلمانيين، وبين اليهود الشرقيين (السفارديم) والغربيين (الأشكناز)، وبين المهاجرين الجدد والقدامى.
• الخلافات حول من يخدم في الجيش ومن يتمتع بالإعفاءات (مثلاً الحريديم).
• هذه الفروقات تغذي الانقسامات العميقة في المجتمع الإسرائيلي، وتظهر في كل انتخابات.
2. تراجع الحافز للبقاء والهجرة المعاكسة
• ارتفاع القلق الأمني وتراجع مستوى المعيشة يدفع كثيرًا من اليهود للهجرة العكسية إلى أوروبا وأمريكا وكندا.
• انهيار ثقة الجيل الجديد في “دولة الاحتلال” قد يؤدي إلى فراغ سكاني تدريجي، خاصة في طبقة النخبة العلمية والتقنية.
3. انتفاضة فلسطينية شاملة داخل الأراضي المحتلة عام 48
• إذا ما اندلعت انتفاضة ثالثة داخل المدن المختلطة أو داخل النقب والجليل، مع تنسيق مع الضفة وغزة، ستهتز قدرة إسرائيل على ضبط الداخل.
• قد يُجبر الاحتلال على استخدام وسائل عنف مفرط، ما يؤدي إلى تصدع شرعيته عالميًا ويغذي العزلة.
رابعًا: سيناريوهات سياسية واستراتيجية
1. فقدان الدعم الدولي أو الحماية في مجلس الأمن
• في حال تغيّرت موازين القوى العالمية (مثل صعود تحالف صيني-روسي-إسلامي) وتراجع الهيمنة الأمريكية، فإن الحماية الدولية لإسرائيل قد تتبخر.
2. فشل داخلي في تشكيل حكومات مستقرة
• الأزمة السياسية المستمرة (أربع انتخابات خلال أقل من عامين) تعكس هشاشة النظام السياسي، وتزيد من فرص الانقسام وحتى الحرب الأهلية بين التيارات.
التوقع الزمني لحدوث الانهيار
من غير الممكن تقديم تاريخ محدد، لكن يمكن تقديم نطاقات زمنية تقريبية:
1. قصير الأجل (1–5 سنوات)
في حال وقوع تصعيد كبير غير محسوب من قبل دول العالم الإسلامي، أو إذا فاز تحالف سياسي داخل أمريكا يقرر سحب الدعم.
2. متوسط الأجل (5–15 سنة)
هو السيناريو الأقرب وفق التحليلات الواقعية، خاصة مع تراكم الأزمات الداخلية، وتنامي قوة محور المقاومة، وتغير التوجهات العالمية.
3. طويل الأجل (15–30 سنة)
هذا هو السيناريو الذي تعترف به بعض مراكز الفكر الإسرائيلية نفسها، مثل “معهد الأمن القومي” و”مركز بيغن-السادات”، الذين يحذّرون من أن إسرائيل قد لا تبقى بالشكل الحالي بحلول منتصف القرن.
خلاصة
انهيار الكيان الصهيوني ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب تضافر عوامل متعددة:
– عسكريًة: هزيمة استراتيجية أو استنزاف طويل الأمد.
– اقتصاديًة: فقدان الدعم الغربي وفرض العزلة الدولية.
– اجتماعيًة: تفكك داخلي وهجرة معاكسة.
– سياسيًة: تحولات دولية تغير قواعد اللعبة.