زيلينسكي: عملية “شبكة العنكبوت” استعادت ثقة الشركاء
خبير عسكري: روسيا سترد بقوة على الضربة الأوكرانية
- Ali Ahmed
- يونيو 2, 2025
- اخبار عالمية, المشاريع العالمية, تقارير
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن عملية المسيّرات التي أطلقتها كييف لمهاجمة روسيا تحت اسم “شبكة العنكبوت” ساهمت في استعادة ثقة الشركاء الدوليين، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده مستعدة لاتخاذ الخطوات “الضرورية” من أجل تحقيق السلام مع روسيا.
وجاءت تصريحات زيلينسكي بعد ساعات من تنفيذ أجهزة الأمن الأوكرانية واحدة من أكثر الضربات الجوية جرأة في سياق الحرب، حيث استهدفت بطائرات مسيّرة خمس قواعد جوية روسية في عمق سيبيريا، على بعد نحو 4000 كيلومتر من الخطوط الأمامية.
ووفقا لمصادر أمنية وتقارير متقاطعة، استخدمت أوكرانيا طائرات FPV منخفضة التكلفة، تم تهريبها داخل صناديق خشبية وهمية ضمن شاحنات مدنية، في تكتيك يُشبه “حصان طروادة” الأسطوري، مما مكّنها من اختراق الدفاعات الروسية وتوجيه ضربات دقيقة من الداخل.
وكان من أبرز الأهداف قاعدة بيلايا الجوية قرب مدينة إيركوتسك، الواقعة على بعد 85 كيلومتراً من الحدود الصينية، والتي تضم قاذفات استراتيجية روسية من طراز Tu-160 وTu-22M3، القادرة على إطلاق صواريخ مجنحة بعيدة المدى مثل Kh-101 وKh-555.
وينظر إلى هذه العملية على أنها أعمق ضربة تنفذها أوكرانيا داخل الأراضي الروسية منذ بدء الحرب، وهو ما يمثل تحوّلا لافتا في قدرتها على استهداف العمق الروسي وتعطيل البنية العسكرية الجوية لموسكو.
من جهته، وصف الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد حاتم كريم الفلاحي، الضربة الأوكرانية على المطارات الروسية بأنها “صفعة مؤلمة بالنسبة لروسيا”، محذرا من رد فعل روسي كبير قد يشمل تصعيدا عسكريا واسعا.
وأكد العقيد الفلاحي خلال تصريحات لقناة الجزيرة أن الهجوم الذي استهدف 5 مطارات روسية وألحق ضررا بنحو 40 طائرة إستراتيجية يعد ضربة إلى الثالوث النووي الروسي -الذي يجمع بين القدرات الجوية والبحرية والبرية لإطلاق السلاح النووي- على اعتبار أن هذه القاذفات التي دمرت هي قاذفات إستراتيجية.
وأشار إلى أن روسيا تتحدث عن تضرر هذه القاذفات بنسبة 34%، مما يمثل خسارة كبيرة في القدرات الإستراتيجية الروسية.
وفي هذا السياق، لفت الخبير العسكري إلى أن العملية تكشف عن “فشل استخباراتي كبير جدا”، موضحا أنه عندما يكون مقر إحدى هذه القواعد التي أُطلقت منها الطائرات بقرب جهاز الأمن الفدرالي الروسي فهذا اختراق كبير جدا على مستوى الاستخبارات الروسية.
ووصف الاختراق بأنه “صفعة كبيرة جدا” لهذه الأجهزة الأمنية الروسية.
وبشأن الدعم الخارجي للعملية، أشار الفلاحي إلى اتهام روسيا حلف شمال الأطلسي (ناتو) بإمداد أوكرانيا بالتكنولوجيا المتطورة ومعلومات استخباراتية مكنتها من تنفيذ هذه الضربة.
وبشأن تأثير العملية الإستراتيجي، أشار الخبير العسكري إلى أن أوكرانيا لا تملك خيارات كثيرة، مؤكدا أنها حاولت طوال الفترة الماضية وقف هذه الحرب، لكن هناك إصرار روسي على مواصلتها بعد أن تخلت الولايات المتحدة الأميركية عن دعم أوكرانيا، إضافة إلى تراجع الدعم الغربي لها.
وبشأن التوقعات المستقبلية، حذر الخبير العسكري من أن رد الفعل الروسي سيكون كبيرا جدا، ويمكن أن يتخذ أشكالا عدة، منها الردود العسكرية المباشرة، بضرب أهداف وبنى تحتية باستخدام صواريخ بعيدة المدى قد تصل إلى أهداف قريبة من حدود الناتو.
ورجح أن تشمل الأهداف مصادر الطاقة ومراكز القيادة وجميع المناطق الحساسة في الداخل الأوكراني.
ولفت الفلاحي إلى خطط روسية لتصعيد وتوسيع العملية العسكرية البرية، موضحا أن موسكو تخطط لاستدعاء ما يقارب 450 ألف جندي إلى الجيش خلال العام الجاري.
وفي السياق الميداني المباشر، أشار الخبير العسكري إلى التقدم الروسي المتسارع، مؤكدا أن قائد القوات الأوكرانية عقد اجتماعا في سومي وخاركيف مع القيادات العسكرية بسبب سرعة الاندفاع الروسي نحو هاتين المدينتين.
وأوضح أن القوات الروسية استطاعت أن تحقق تقدما كبيرا جدا، حيث سيطرت أول أمس السبت على 8 مناطق في مقاطعة سومي، وأمس على إحدى المدن، واليوم أيضا سقطت مدينتان بيد القوات الروسية.
وأكد الفلاحي أن جميع هذه النقاط تعطي دلالة على أن لدى روسيا إمكانية رد كبير جدا، بالإضافة إلى الحرب السيبرانية، مما يشير إلى توقعات بتصعيد شامل في المواجهة.