تقرير البنتاغون: ضربات ترامب النووية لم تدمر منشآت إيران بالكامل
قال: البرنامج سيُستأنف خلال أشهر
- السيد التيجاني
- يونيو 25, 2025
- تقارير
- البنتاغون, الرائد, السيد التيجاني, المنشآت النووية, ايران, طهران
كشفت مصادر مطلعة على تقرير أولي أعدته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية أن الضربات التي نفذتها القوات الأميركية بأمر من الرئيس دونالد ترامب على المنشآت النووية الإيرانية لم تُحقق الهدف المعلن بتدمير البرنامج، بل أدت إلى تأخيره لبضعة أشهر فقط، في حين ما تزال بعض القدرات الحيوية لإيران قائمة.
وبحسب التقرير الذي يستند إلى تقييم أولي لأضرار المعركة أعدّته القيادة المركزية الأميركية، فإن منشآت التخصيب في نطنز وفوردو وأصفهان لم تُدمر بالكامل، وأن أجهزة الطرد المركزي بقيت قابلة للإصلاح أو التشغيل من جديد خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
وأوضح التقرير أن إيران تمكنت من نقل جزء كبير من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الضربات إلى مواقع أخرى، يُرجّح أنها سرية ومحصّنة، وهو ما يعقّد أي محاولة مستقبلية لاستهدافها أو تعقبها.
ورغم إعلان ترامب، في خطابه المتلفز مساء السبت، أن الضربات حققت “نجاحًا عسكريًا باهرًا” وأن منشآت التخصيب الإيرانية “دُمِّرت بالكامل”، فإن التقرير الأمني يشير إلى أن هذه التصريحات ربما كانت مبالغًا فيها.
كما نقل التقرير أن منشأة فوردو على وجه الخصوص لم تتعرض لتدمير كامل، إذ إنها شُيّدت تحت جبال زاغروس داخل صخور صلبة بعمق يتراوح بين 45 و90 مترًا، وهو ما يجعلها مقاومة للضربات الجوية التقليدية.
وفي هذا السياق، أشارت معلومات استخباراتية إلى أن القنابل من طراز GBU-57، التي استخدمت ضد فوردو وتزن 30 ألف رطل، لم تتمكن من اختراق العمق الكافي لتدمير المنشأة، رغم إسقاط 12 قنبلة من هذا النوع عليها.
وقد أثار تسريب التقرير غضب ترامب، الذي هاجم وسائل الإعلام واتهمها بتقليل شأن العملية العسكرية. وكتب على منصته “تروث سوشيال” قائلاً: “تم تدمير المواقع النووية في إيران بالكامل!”
من جانبه، رفض البيت الأبيض تقييم وكالة استخبارات الدفاع، معتبرًا في بيان على لسان المتحدثة كارولين ليفيت أنه “تسريب غير مسؤول يهدف إلى الإساءة للرئيس ترامب وللطيارين الأميركيين الذين نفذوا المهمة بنجاح”.
وفي مؤتمر صحفي لاحق، أقر وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث بنجاح الضربات، لكنه تلقى تحفظًا واضحًا من رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، الذي قال إن التقييمات لا تزال جارية وإن بعض الأهداف لم يتم التحقق من تدميرها بالكامل.
أما على الصعيد الدولي، فقد صرّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أن وكالته لم تعد قادرة على تحديد مكان 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يثير قلقًا بالغًا بشأن احتمال استخدامه في برنامج تسليح نووي.
وتكشف الوثائق أن مسؤولين في البنتاغون تلقوا، مطلع يناير الماضي، إحاطة أمنية مفادها أن الضربات التقليدية غير كافية لتدمير فوردو، وأن خيار استخدام سلاح نووي تكتيكي هو البديل الوحيد القادر على اختراق المنشأة بشكل نهائي، وهو ما لم يُنفذ في الضربات الأخيرة.
الخلاصة: رغم التصريحات الصارمة من الرئيس ترامب وإدارته، تؤكد التقييمات الأولية أن البرنامج النووي الإيراني لم يُقضَ عليه، بل تعرّض لانتكاسة مؤقتة يمكن تعويضها في غضون أشهر، ما يطرح تساؤلات حول مدى فعالية الخيار العسكري في احتواء الطموحات النووية الإيرانية.