ترمب ينتقد بوتين وزيلينسكي ويطالب بهدنة شاملة

تصاعد التوترات وعناد القادة يعيقان السلام في أوكرانيا

تشهد الحرب في أوكرانيا، الدائرة منذ ثلاث سنوات، تعقيدات متزايدة مع استمرار العناد من الطرفين الروسي والأوكراني، وسط جهود دبلوماسية متعثرة لتحقيق السلام. الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عبر عن إحباطه من تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفًا إياهما بالعناد، بينما يسعى للتوسط لإنهاء النزاع. في الوقت نفسه، تتصاعد التوترات الميدانية مع تقدم القوات الروسية وسط دعوات أمريكية لفرض عقوبات “كاسحة” على موسكو.

الموقف الأمريكي: دعوة للهدنة وعقوبات مشددة

أكد ترمب في تصريحات بالبيت الأبيض رغبته في إنهاء الحرب، لكنه أشار إلى أن تصرفات بوتين، بما في ذلك القصف المستمر، تعرقل جهود وقف إطلاق النار. وأعرب عن خيبة أمله من استمرار العمليات العسكرية، لكنه تجنب فرض عقوبات إضافية فورية للحفاظ על فرص التفاوض. الولايات المتحدة تدعو إلى هدنة شاملة لمدة 30 يومًا تشمل البر والجو والبحر، لكن المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في 16 مايو فشلت في التوصل إلى اتفاق.

في كييف، زار السيناتور ليندسي غراهام، برفقة السيناتور ريتشارد بلومنتال، الرئيس زيلينسكي، وأعلن عن مشروع قانون في مجلس الشيوخ يدعمه 82 عضوًا لفرض عقوبات “كاسحة” على روسيا والدول التي تشتري نفطها وسلعها. ووصف غراهام المحادثات المقترحة في إسطنبول بأنها “مسرحية روسية”، معبرًا عن شكوكه في نوايا موسكو.

الموقف الأوكراني: الإصرار على وقف إطلاق النار

أكد الرئيس زيلينسكي، في اتصال مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ضرورة وقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو السلام. واقترح عقد اجتماع رباعي يضم روسيا، أوكرانيا، الولايات المتحدة، وتركيا لمناقشة تسوية النزاع. من جهته، دعا أندريه يرماك، مدير مكتب زيلينسكي، عبر منصة “إكس” إلى وقف شحنات الأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا، مطالبًا بتوقف فعلي للهجمات الروسية.

الموقف الروسي: شروط للهدنة ومطالبات بالتفاوض

رد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بأن روسيا مستعدة للنظر في وقف إطلاق النار، لكنها تشترط توقف الغرب عن تسليح أوكرانيا وتجميد حشد القوات الأوكرانية. وأشار إلى أن الهدنة وحدها لن تكفي، داعيًا إلى معالجة “الأسباب الجذرية” للأزمة، بما في ذلك “نزع سلاح” أوكرانيا و”القضاء على النازية”، وهي أهداف وصفتها الدول الغربية بأنها تهدف إلى إسقاط الحكومة الأوكرانية. واقترحت موسكو جولة ثانية من المحادثات في إسطنبول يوم الإثنين.

التطورات الميدانية

على الرغم من الجهود الدبلوماسية، تستمر المعارك الميدانية بضراوة. أعلنت روسيا، عبر وكالة “ريا نوفوستي”، سيطرتها على قريتين في شرق أوكرانيا: نوفوبيل في دونيتسك وفودولاغي في سومي. في المقابل، أصدرت سلطات سومي أوامر إخلاء إلزامية لـ11 قرية بسبب القصف الروسي المكثف والتهديد بهجوم محتمل. واتهم زيلينسكي روسيا بحشد 50 ألف مقاتل على الحدود، مما ينذر بتصعيد عسكري جديد.