بيان الاتحاد السوداني للعلماء بخصوص مشاركة “الكتيبة السلفية” في اعتداءات

مليشيات ليبية منتسبة زورا وبهتانا للسلفية ومتعاونة مع "الدعم السريع"

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبّي بعده
أمّا بعد
فقد قال الله عز وجل ۞ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الرعد
تابع الاتحاد السوداني للعلماء ما قامت به مليشيات سبل السلام الليبية المنتسبة زورا وبهتانا إلى السلفية من هجوم غادر على الحدود السودانية بالتعاون مع قوات الدعم السريع المتمردة
سعيا منها لمزيد من زعزعة استقرار السودان وإمعانا في إلحاق ألوان من الأذى والضرر بأهله تنفيذا لأجندة الراعين لهم من دويلة الشر ومن وراءها خابوا وخسروا
وإذ يستنكر الاتحاد هذه الفعلة الشنيعة من هؤلاء المشبوهين يؤكد على أن ما قاموا به لا يمت للسلفية بصلة وأهل السنة بريئون منه كما يدعو الاتحاد أهل السودان للاعتصام بحبل الله جميعا وعدم التفرق والوقوف مع القوات المسلحة في خندق واحد لأنها تقوم بعمل مشروع يحبه الله ورسوله وهو دفع عدو صائل يريد أن يفسد الدين والدنيا ولا واجب بعد الإيمان بالله أوجب من دفعه وفق الله قيادة الجيش لكل ما يحبه ويرضاه وسدد خطاها في نصرة الحق والقيام بالذود عن حياض الدين والعرض والأرض
وحفظ الله أهل السودان من كيد الأشرار ومكر الفجار
هذا و قد ورد سؤال للهيئة العليا للإتحاد السوداني للعلماء والأئمّة والدُّعاة هذا نصه : ماهو منهج وفكر كتيبة السلام السلفية التي ساعدت الدعم السريع في الهجوم على الحدود السودانية الليبية ومن هم رموز هذا الفكر في السودان،وماهو الواجب الشرعي تجاههم.
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :
هذه الكتيبة تنتمي في فكرها ومنهجها إلى جماعة المداخلة
وهي فرقة حديثة تنتسب إلى ربيع بن هادي المدخلي وهي فرقة منحرفة عن منهج السلف ، شاذة، كان همّها الأوّلُ والأخير الطعن في دعاة الإسلام ،
وهدفهم الرئيس هو إسقاط العلماء والدُّعاة الذين يقودون الأمة ويوجهونها فتراهم يسعون في التفريق بينهم ، ونشر الحقد والضغينة،وإشاعة سوء الظن
ويبدو أن فكرهم قد تطور من التحذير والتبديع والطعن فيمن خالفهم في منهجهم المنحرف وفي غلوهم في طاعة أولياء أمورهم وفي العمالة والتجسس إلى القتال وسفك دماء المسلمين
من رموز هذه الفرقة في السودان مزمل فقيري وأبو بكر آداب وشهاب الدين .. الذين فروا قريبا من السودان عبر الحدود التشادية بمعاونة الدعم السريع .
إنَّ ظهور هذه الطائفة ، بهذه الكيفية، وفي هذا الظرف الدقيق الحرج ؛ ليدعونا للتوقف والتأمل في أهدافها ومراميها ؟
لاسيما إذا استبان لنا أنّ نتاج حراكهم هو عرقلة مسيرة الأمّة ،وتعزيز ضعفها وتفرّقها وتشرذمها .
فلا يعرف على مرِّ تاريخ الحركات الإسلاميّةِ ، أو سنوات المدِّ الإسلامي ، أن قامت مجموعة بتسفيه العلماء والدعاة والمصلحين عبر أدوار منظمة وصنائع محكمة، تهدف إلى التنفير منهم ، وتحريم السماع لهم والجلوس إليهم ، مثل ما فعل الجهلة المداخلة الذّين أطلقوا على شراذمهم نعت السلفية ؟؟ والسلفية منهم برآء !
والواجب الشرعي تجاه
هذه الفئة الضالة التي انتشرت في بقاع شتى من بلاد المسلمين ، هو بيان منهجهم الفاسد وكشفهم وفضحهم والتحذير منهم حتى لا يغتر بهم العوام وينفق زيفهم وبهرجهم وتدليسهم على من لا يعرف أنهم عملاء مأجورون
فهذا الاتجاه الفكري يحظى بدعم أعداء الإسلام ، والحماية والرِّعاية من الطُّغاةِ اللِّئام ،(وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ )سورة محمّد 30)
ونحن نسوق بعض علاماتهم وأماراتهم التي يعرفون بها ،تحذيرا للأمة منهم ؛ نسأل الله أن يقطع دابرهم ويكفي المسلمين شرهم
*يعتبرون كُلَّ الجماعات الإسلامية فرق ضالة ، وأنّ الجماعات الدّعوية جماعات ردة تسعى إلى هدم التوحيد ، وأنّهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى واللادينيين ويجب تقديم حربهم على حرب اليهود
ويُرَبّون صغارهم وأفراخهم على الجرأة في الثلب والشتم والتجريح لأكابر العلماء والدُّعاة
فأعراض العلماء والدُّعاة ودماءهم لاقيمة لها عندهم، فكم وكم سوغوا وأغروا بألسنتهم وفتاويهم حتى سفكت دماء المصلحين وقدوات ونكل بهم ومن الأمثلة على ذلك قتلهم الشيخ نادر العمراني رحمه الله تعالى وهذا في ليبيا
لقد جعلوا معاقد الولاء والبراء على محبة واتباع مشايخهم و البغض والابتعاد عن العلماء الربانيين
*وهم ينكرون توحيد الحُكم والتحاكم لله ؛ ويُلغون الولاء والبراء من أصول الإيمان والتوحيد
*وإقامة الحُجّة على المخالف عندهم تكون بامتحانه وإلزامه بِسَبِّ الجماعات الإسلامية والعلماء والدُّعاة الذين تم تجريحهم من مشايخهم
*ويُحرِّمون العمل الجماعي والتنظيم الدّعوي بدعوى أنّها حزبية ، ويبيحونه لأنفسهم وأشياعهم ،
فالحزبية متجذّرة فيهم،
بل عملهم في تبديع وتفسيق الدعاة عمل حزبي منظم ودقيق
*النميمة والتجسس للسلطان أصل من أصولهم فتراهم يستعينون بسوط السلطان لإسكات مخالفيهم بدلا من الحجة والبرهان .
ومن منهجهم أن الجهاد في هذا الزّمان يعتبر تكليف ما لا يُطاق ولا إثم في تركه ؟
ولا قتال ولاجهاد إلا بوجود إمام عام ؛
ويعتبرون إنكار المنكر على الحاكم باللسان خروجا عليه ، و لايرون الأمر بمعروف والنهي عن المنكر واجبا إلا بإذن الإمام
ويلحق بأصلهم هذا مناصرة الطغاة والظلمة الذين سفكوا الدماء بسلطانهم الغاشم حتى أوصلهم غلوهم في طاعة حكامهم إلى محاربة المسلمين والوقوف في صف الطغاة العلمانيين ومناصرة البغاة والمحاربين والمفسدين في الأرض.
هذا بعض صفاتهم فعلى المسلمين أن يحذروهم وأن لايتهاونوا في وأد فتنتهم وإزالة شرهم
والحمد لله أولا وأخيرا
الأمانة العامة.