حلف الناتو يتعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي

سيدعم أوكرانيا ويؤكد الالتزام بالدفاع المشترك

في قمة عقدت بلاهاي، الأربعاء، تعهّدت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة إنفاقها الدفاعي تدريجياً ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، في خطوة وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنها “انتصار كبير للولايات المتحدة”.

وأكد الإعلان الختامي للقمة التزام الدول الـ32 الأعضاء بتخصيص 3.5% من ناتجها المحلي للإنفاق العسكري، إضافة إلى 1.5% لتعزيز الأمن الأوسع، بما يشمل الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الحيوية.

وفي مؤتمر صحفي أعقب القمة، قال ترمب: “تحملنا أكثر من نصيبنا على مدى سنوات، والآن اقترب الحلفاء من تحقيق التوازن، ما يُعد انتصاراً هائلاً لأميركا”.

وبشأن الشرق الأوسط، أشار ترمب إلى أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران “يسير بشكل جيد جداً”، مضيفاً أن الضربات الأميركية “أعادت برنامج إيران النووي إلى الوراء لعقود”، على حد تعبيره. وأعلن الرئيس الأميركي عن نية إدارته إجراء محادثات مع طهران خلال الأسبوع المقبل، مؤكداً استمرار سياسة الضغط القصوى، مع احتمال تخفيف العقوبات جزئياً لمساعدة الاقتصاد الإيراني على التعافي.

رغم هذه التصريحات، نفى البيت الأبيض وجود أي تغيير فعلي في العقوبات المفروضة، مؤكداً أن الموقف الأميركي لا يزال متشدداً تجاه بيع النفط الإيراني، في ظل استمرار حظر الاستيراد حتى من قبل الصين.

أعاد البيان الختامي للقمة تأكيد مبدأ الدفاع المشترك المنصوص عليه في المادة الخامسة من ميثاق الحلف، في رد غير مباشر على تصريحات ترمب التي لمح فيها إلى أن تطبيق المادة قد يختلف وفقاً لـ”التعريفات”.

وشددت دول الحلف على دعمها لأوكرانيا، معتبرة أن “أمن كييف يساهم مباشرة في أمن الحلف بأكمله”، ووصفت روسيا بـ”التهديد طويل الأمد”. وتم إدراج المساعدات المقدّمة لأوكرانيا ضمن الإنفاق الدفاعي الجديد.

ورغم التوافق المعلن، أبدى بعض القادة الأوروبيين، بينهم رئيس الوزراء الإسباني، تحفظات على النسبة المستهدفة (5%)، واعتبروها “طموحة للغاية”. إلا أن ترمب رحّب بها ووصفها بـ”الخطوة التاريخية التي ستجعل الناتو أقوى من أي وقت مضى”.

ومن المنتظر أن يلتقي ترمب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش القمة، وسط توترات سابقة بين الجانبين. وقال ترمب للصحافيين: “سألتقي به لأقول ببساطة: كيف حالك؟ هو يمر بوضع صعب لم يكن يجب أن يحدث له من الأساس”.

وفي سياق متصل، كشف تقرير استخباري أميركي سري نُقل إلى وسائل الإعلام أن الضربات الأميركية على مواقع نووية إيرانية لم تلحق دماراً كاملاً بالمرافق المستهدفة، مشيراً إلى أن بعضها، كموقع فوردو، لم يُدمَّر بالكامل بسبب عمقه داخل الجبال.

وفي المقابل، رفض البيت الأبيض صحة التقرير، وأكدت المتحدثة كارولاين ليفيت أن ما تم تداوله “غير دقيق”، وأن الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني “جسيمة”، بحسب تقييمات البنتاغون.