الشراكة الصينية اللاتينية تلقى دعما شعبيا وتصورات إيجابية عن بكين
الصين شريك تجاري رئيسي لدول أمريكا اللاتينية
- محمود الشاذلي
- مايو 31, 2025
- اخبار عالمية, اقتصاد, تقارير
- أمريكا اللاتينية, الاستثمارات الصينية, التجارة الدولية, التعاون الدبلوماسي, الشراكة الصينية
تشير استطلاعات الرأي في دول مثل البرازيل وكولومبيا إلى دعم شعبي متزايد للشراكة مع الصين، مدفوعًا بتصورات إيجابية عن ممارساتها التجارية مقارنة بالولايات المتحدة. يستعرض هذا التقرير تفعيل هذه الشراكة على أرض الواقع، مع التركيز على الاستثمارات، التعاون الدبلوماسي، والتحديات المستقبلية.
تُشكل الاستثمارات الصينية حجر الزاوية في تعزيز التعاون مع أمريكا اللاتينية. في 2023، ضخت شركات صينية مليار دولار في مشاريع الليثيوم في بوليفيا، و300 مليون دولار في مصنع سيارات كهربائية في الأرجنتين. كما افتتحت الصين ميناء تشاتشاني في بيرو بتكلفة 3.5 مليار دولار ضمن مبادرة الحزام والطريق، مما يعزز التجارة البحرية ويدعم البنية التحتية الإقليمية.
تعمل الصين على تقوية علاقاتها الدبلوماسية عبر منتديات مثل سيلاك، مع عقد قمم دورية لتعزيز الشراكات. قرار إعفاء خمس دول لاتينية من التأشيرات في 2025 سهّل التبادلات الثقافية والاقتصادية. كما عززت زيارات الرئيس شي جين بينغ إلى دول مثل المكسيك وكوستاريكا الثقة المتبادلة، بينما يعكس اعتراف برلمان أمريكا الوسطى بالصين في 2023 تحولًا جيوسياسيًا مهمًا.
أصبحت الصين الشريك التجاري الرئيسي لدول مثل البرازيل، مع تركيز على تصدير المواد الخام. إطار 1+3+6، المقترح في 2014، يستهدف التجارة، الاستثمار، والتمويل في ستة قطاعات: الطاقة، البنية التحتية، الزراعة، الصناعة، الابتكار، وتكنولوجيا المعلومات. هذا الإطار يعزز النمو الاقتصادي ويقوي العلاقات التجارية.
تواجه الشراكة تحديات مثل القلق من الاعتماد الاقتصادي المفرط على الصين، خاصة في البرازيل، حيث يؤثر ذلك على الصناعات المحلية. بعض الحكومات القومية تخشى من الاستعمار الاقتصادي، مما يحد من قبول الاستثمارات. كما يضع التنافس الأمريكي الصيني دول المنطقة في موقف دقيق، حيث تسعى لتحقيق توازن بين القوتين.
تتجسد الشراكة الصينية مع أمريكا اللاتينية في استثمارات ضخمة ومشاريع بنية تحتية ضمن مبادرة الحزام والطريق، إلى جانب تعاون دبلوماسي متين. ومع ذلك، فإن استدامة هذه الشراكة تعتمد على إدارة دول المنطقة للتحديات المتعلقة بالاعتماد الاقتصادي والتوازن الجيوسياسي مع الولايات المتحدة.