إيران والكيان يشهدان موجات نزوح جماعي

مع تصاعد وتيرة التصعيد العسكري

مع تصاعد وتيرة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل منذ مطلع يونيو، تتسارع موجات النزوح من كلا الطرفين نحو الداخل والخارج، لتعيد مشهد الحروب الشاملة التي لا تقتصر على المعارك، بل تطال المدنيين وتحولهم إلى لاجئين ومهجرين قسراً.

مع الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية ومراكز قيادة في طهران وأصفهان وشيراز، بدأ آلاف الإيرانيين بمغادرة المدن الكبرى، خشية تحوّل التصعيد إلى حرب شاملة تشمل الداخل الإيراني. بحسب رويترز – 14 يونيو 2025

بحسب تقارير ميدانية، فإن الطرق السريعة المؤدية إلى الشمال الإيراني، لا سيما محافظتي مازندران وغيلان، شهدت اختناقًا مروريًا شديدًا بفعل حركة النزوح، وسط إقبال كثيف على محطات الوقود والمخابز، وتسجيل حالات ذعر جماعي في بعض الأحياء. وفق : وكالة تسنيم – 14 يونيو 2025

الحدود الإيرانية – التركية شهدت بدورها محاولات عبور متزايدة. وقالت وكالة الأناضول إن وحدات الدرك ضبطت خلال 72 ساعة الماضية أكثر من 200 شخص من جنسيات إيرانية وأفغانية حاولوا التسلل عبر معابر غير شرعية في ولايات “وان” و”هكاري وكالة الأناضول – 15 يونيو 2025

في إسطنبول، تحدث ناشطون حقوقيون عن تصاعد في طلبات اللجوء المقدمة من معارضين إيرانيين، تحسبًا لاحتمال انهيار الوضع الأمني في البلاد، أو ملاحقات أمنية بسبب المواقف السياسية، بحسب : إيران إنترناشيونال – 15 يونيو 202.

وبينما توجّه البعض إلى تركيا، اتجه آخرون إلى أرمينيا وجورجيا وأذربيجان كوجهات بديلة، عبر المعابر البرية في الشمال الغربي، أو رحلات جوية متاحة قبل إغلاق المجال الجوي. وفق وكالة مهر الإيرانية – 15 يونيو 2025

في المقابل، يعيش الداخل الإسرائيلي واحدة من أشد موجات التهجير الداخلي منذ حرب 2006، بعد أن طالت الهجمات الإيرانية الأخيرة مناطق حيوية شمالًا ووسطًا.، بحسب : صحيفة هآرتس – 13 يونيو 2025

وسائل إعلام عبرية، بينها “هآرتس” و”القناة 13″، تحدثت عن مغادرة آلاف السكان من مدن مثل حيفا، طبريا، ونهاريا، إلى مناطق الجنوب أو فنادق مؤقتة في وسط البلاد، خصوصًا بعد فشل منظومة الدفاع الجوي في صد بعض الضربات الإيرانية الدقيقة. وفقة: القناة 13 الإسرائيلية – 14 يونيو 2025

ووفق ما أعلنته “سلطة الطوارئ الإسرائيلية”، تم إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من بلدات الشمال والجليل خلال أسبوع واحد، في حين سُجّل نزوح جزئي من مناطق تل أبيب، خاصة بعد ضربات صاروخية استهدفت منشآت أمنية. بحسب تايمز أوف إسرائيل – 14 يونيو 2025

وفي الجنوب، تواصل عمليات النزوح الجماعي من مستوطنات غلاف غزة، التي كانت تحت تهديد مستمر من صواريخ المقاومة، وصولًا إلى تكرار مشاهد الهروب في مناطق قريبة من أسدود وبئر السبع. حسبما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت – 15 يونيو 2025

يُذكر أن إسرائيل قد بدأت، في وقت مبكر من أبريل، بتجهيز بنى تحتية بديلة لاستقبال مئات الآلاف من النازحين داخليًا، شملت فتح مدارس مغلقة وتحويل ملاعب رياضية إلى ملاجئ، وفق  موقع والا العبري – أبريل 2025

اللافت أن طرفي النزاع يتقاسمان مشهدًا مأساويًا مشتركًا: المدنيون يفرون من نيران لا يتحكمون فيها، ويتقاسمون المعاناة بين مخاوف من فقدان المأوى أو التعرض للقصف أو الانهيار الاقتصادي. النزوح من إيران يحمل طابعًا وقائيًا سياسيًا وأمنيًا، بينما النزوح من داخل إسرائيل هو نتيجة مباشرة للتهديد الصاروخي وفقدان الثقة بأنظمة الحماية وفق تحليل لباحث في شؤون النزاع الإقليمي – يونيو 2025.

تُعد هذه الموجة من أكبر التحركات السكانية في المنطقة منذ أكثر من عقد، في ظل تحذيرات منظمات دولية من “كارثة إنسانية مزدوجة” إذا استمر التصعيد دون أفق للتهدئة بحسب  المفوضية السامية لشؤون اللاجئين – 16 يونيو 2025)

يرى خبراء في الشؤون الإنسانية أن الحرب بين إيران وإسرائيل تسببت في “أكبر موجة نزوح متزامنة في الشرق الأوسط منذ عقود”، محذرين من أزمة إنسانية مزدوجة قد تشمل انهيار خدمات الصحة والإيواء في عدة دول. وأكدوا أن استمرار التصعيد دون تهدئة دولية قد يدفع الملايين إلى الهروب الجماعي نحو دول الجوار..