السيناريوهات المتوقعة لعلاقة السعودية بالكيان الصهيوني
العلاقة بين السعودية وإسرائيل تمر بمنعطف بسبب الحرب على غزة والرفض الشعبي للتطبيع
- Ali Ahmed
- مايو 30, 2025
- المشاريع العالمية, تقارير, رأي وتحليلات
السيناريوهات المتوقعة لعلاقة السعودية بالكيان الصهيوني ، ومدى ارتباط ذلك بجهود وقف الحرب على غزة، مع تحليل لجدية الطرفين الرسميين في العلاقة، وصورة التطبيع، وموقف الشارع السعودي :
أولًا: السيناريوهات المتوقعة للعلاقة السعودية– الإسرائيلية وعلاقتها بالحرب على غزة
السيناريو الأول: تطبيع مشروط بإنهاء الحرب وتقدم سياسي للقضية الفلسطينية
تسعى السعودية إلى ربط أي اتفاق تطبيع رسمي بتقديم حل للقضية الفلسطينية، لا سيما عبر إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. هذا السيناريو هو الأقرب في المدى المتوسط، خصوصًا إذا توقفت الحرب وأبدت إسرائيل مرونة سياسية.
• تصريح الأمير خالد بن بندر (سفير السعودية في لندن) يؤكد أن المملكة لا تمانع التطبيع، لكن ضمن شروط تشمل قيام دولة فلسطينية. بحسب BBC Arabic – 20 مايو 2024
السيناريو الثاني: تجميد المحادثات بسبب الحرب على غزة
أدت الحرب على غزة، وخصوصًا أحداث أكتوبر 2023، إلى تجميد أي مسار تطبيعي كان على وشك الإعلان بين الطرفين. وازدادت شروط السعودية، وتغير الخطاب السياسي علنًا، مع تركيز إعلامي سعودي رسمي على معاناة الفلسطينيين. بحسب صحيفة
القدس العربي – 25 مايو 2024
السيناريو الثالث: تطبيع جزئي أو غير معلن
فقد تختار السعودية، إن لم تنتهِ الحرب، شكلًا من أشكال التطبيع غير الرسمي، مثل التعاون الأمني أو التكنولوجي في ملفات محددة. هذا يحدث خلف الكواليس دون إعلان سياسي علني، خاصة مع الضغط الأمريكي للحفاظ على توازن القوى في الإقليم.
ثانيًا: مدى جدية الطرفين في الوصول إلى اتفاق تطبيع
الجانب السعودي
• السعودية جادة في التطبيع إذا تحقق المقابل السياسي، وخاصة ملف الدولة الفلسطينية، والضمانات الأمنية من واشنطن (مثل الحماية والدعم النووي السلمي).
• لكنها شديدة الحذر بسبب الرفض الشعبي الداخلي، وتدرك خطورة التطبيع غير المشروط في ظل الحرب المفتوحة على غزة.
• وتسعى المملكة إلى استخدام ورقة التطبيع كأداة ضغط لتحقيق مكاسب إقليمية وفلسطينية، لا كهدف بحد ذاته.
الجانب الإسرائيلي
• إسرائيل، خاصة حكومة نتنياهو، متحمسة بشدة لتطبيع رسمي مع السعودية، لما له من مكاسب استراتيجية وتاريخية.
• إلا أن تشددها السياسي تجاه الفلسطينيين، ورفض وقف الحرب أو تقديم تنازلات، يعرقل الوصول إلى صيغة مقبولة من الرياض. بحسب : Council on Foreign Relations – 2024، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى
ثالثًا: صورة التطبيع المتوقعة إذا تم
• التطبيع الكامل العلني: عبر اتفاق مشابه للإمارات والبحرين، يشمل تبادل السفراء وتعاون اقتصادي وأمني. وهذا يحتاج إنهاء الحرب وتنازلات إسرائيلية واضحة.
• التطبيع المرحلي: يبدأ بتعاون تجاري وتقني محدود، ثم يتدرج نحو علاقات دبلوماسية إذا تحقق تقدم سياسي.
• تطبيع خفي (فعلي لكن غير معلن): تعاون أمني أو تكنولوجي خلف الأبواب المغلقة، دون إعلان رسمي، وهو السيناريو الأقرب في ظل استمرار الحرب.
رابعًا: الموقف الشعبي السعودي من التطبيع
• تُظهر استطلاعات الرأي ومؤشرات الخطاب العام على منصات التواصل الاجتماعي وجود رفض شعبي واسع للتطبيع، خاصة في ظل الحرب على غزة والجرائم التي توثق يوميًا.
• يعتبر الكثير من السعوديين أن دعم الفلسطينيين مسؤولية دينية وقومية، ويعترضون على أي علاقة قبل نيل الفلسطينيين حقوقهم. بحسب : استطلاع Arab Barometer – 2023 و2024، وتحليلات المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات
الخلاصة :
العلاقة بين السعودية وإسرائيل تمر بمنعطف حرج:
• الحرب على غزة هي العقبة الكبرى أمام أي تقارب رسمي.
• السعودية جادة في التطبيع، لكن ليس بأي ثمن، وتربط الأمر بتحقيق مكاسب جوهرية للفلسطينيين.
• إسرائيل متحمسة للتطبيع، لكنها غير مستعدة حاليًا لتقديم الثمن السياسي الذي تطلبه الرياض.
• الشارع السعودي يرفض التطبيع ويزداد حدة في ظل استمرار العدوان، ما يعقد حسابات صانع القرار.
• في ظل ذلك، فإن السيناريو الأقرب هو تجميد التطبيع مؤقتًا أو الانتقال لتطبيع غير معلن حتى تتغير الظروف الميدانية والسياسية.