ابيدجان: معركة دبلوماسية لحسم الصراع علي رئاسة البنك الإفريقي للتنمية

إلغاء ترامب للدعم الأمريكي للبنك ابرز تحدياتها

تصاعد السباق الانتخابي علي رئاسة البنك الإفريقي للتنمية بين 5مرشحين لتسمية خليفة الاقتصاد النيجري البارزأكينومي أديسينا الذي انهي ولايتين له في رئاسة البنك اعيد انتخابه خلال الولاية الثانية بإجماع الدول الأعضاء في البنك .

ومن المهم الإشارة بحسب المحلل السياسي الموريتاني الخبير في الشئون الإفريقية سلطان البان إلي أن هو أكينومي أديسينا، هواقتصادي نيجيري بارز، شغل منصب وزير الزراعة في نيجيريا سابقًا، وانتُخب رئيسًا لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية لأول مرة في مايو 2015، ثم أُعيد انتخابه بالإجماع لولاية ثانية في أغسطس 2020 استمرت لمدة 5 سنوات،

وفقا لتغريدة للبان علي منصة “إكس “سيتعرف المستثمرون والمساهمون في بنك التنمية الافريقي في يوم 29 مايو المقبل على اسم الشخص الجديد الذي سيخلف أكينومي أديسينا في رئاسة البنك الأفريقي للتنمية (BAD).

ويتعيّن على المتنافسين على هذا المنصب الدولي الهام وهم على التوالي: السنغالي أمادو هوت، والجنوب أفريقية سوازي باجابولي تشابالالا، والموريتاني سيدي ولد التاه، والزامبي صامويل مونزيلي ميمبو، والتشادي محمد عباس تولي، إقناع الدول ذات الثقل التصويتي الكبير مثل نيجيريا، الولايات المتحدة، جنوب أفريقيا، الجزائر، المغرب، فرنسا، واليابان، حيث أن نتيجة التصويت تعتمد بشكل كبير على توافق هذه الدول الرئيسية،كما يؤكد المحلل السياسي الموريتاني

وتتطلب عملية التصويت نفسها من المرشح الحصول على “أغلبية مزدوجة”: 50.01% على الأقل من أصوات الدول الأفريقية الأعضاء، و50.01% من أصوات جميع الدول الأعضاء (الإقليمية وغير الإقليمية). لذا، النجاح يتطلب إقناع طيف واسع من الأعضاء عبر التحالفات، الرؤية المقنعة، والدبلوماسية النشطة.

وستحتضن العاصمة الإيفوارية أبيدجان مقر المنشأة المالية الافريقية  الجمعية العمومية للدول الأعضاء في البنك حيث ستقام عملية التصويت والفرز  السرية بحضور مجلس المحافظين وتحت إشراف اللجنة التوجيهية المعنية بالانتخابات و 81محافظا يمثل عدد الدول الاعضاء في المؤسسة المالية الافريقية “54 دولة أفريقية و 27 دولة غير أفريقية”

يذكر في هذا السياق  أن هذا الانتخاب ليس مجرد انتخاب دولة واحدة مقابل صوت واحد بل يتم تحديد قوة التصويت لكل دولة بحسب نسبة مساهمتها المالية في رأس مال البنك.

هذا يعني  وفقا للبان أن الدول التي تملك حصصًا أكبر تملك قوة تصويتية أعلى. تمثل كل من نيجيريا ومصر وجنوب أفريقيا والجزائر والمغرب أكثر من 10% من أصوات الأفارقة وبالتالي يمكن “اعتبارهم من أصحاب الوزن الثقيل”.

وفي الوقت نفسه، فإن أصوات الدول الأعضاء مثل: الولايات المتحدة واليابان تمثل ما يزيد قليلاً عن 10% من المجموع، كما قال نيللي فوالديس في دراسته عن عملية التصويت.

برامج المرشحين لرئاسة البنك الافريقي للتنمية متقاربة إلى حدّ كبير، إذ يلتزم معظمهم بالاستراتيجية التي وضعها الرئيس الحالي النيجري أكينومي أديسينا، والتي تركز على أولويات تنموية مثل تعزيز البنية التحتية، الأمن الغذائي،التحوّل الزراعي،وتوسيع الوصول للطاقة.

 

يتفق جميع المرشحين علو ضرورة مواصلة هذا النهج في ظل التحديدات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه القارة الأفريقية مثل؛ أعباء الديون، تغيّر المناخ، وضعف الموارد المالية، ويظهر المرشحون استعدادهم لقيادة البنك في هذا الاتجاه.

 

لكن لا تخلو هذه المسؤولية من تحديات كبرى أبرزها، فرضية إلغاء الولايات المتحدة الأمريكية لاعتماداتها البالغة :555 مليون دولار لصالح البنك الافريقي للتنمية،مما يفرض على رئيس البنك المستقبلي البحث عن مصادر تمويل بديلة لدعم اقتصادات القارة الأفريقية.

ومن الحلول البديلة التي يرجح اتخاذها في حال قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الاعتماد، كما يقترح البان  تطوير آليات تمويل جديدة تعتمد على ثروات القارة المعدنية المتنوعة، وتعبئة رأس المال المحلي من خلال تشجيع استخدام أسواق رأس المال الوطنية وجذب المستثمرين المؤسسيين لتوفير تمويل طويل الأجل يساهم بشكل كبير في مشاريع البنية التحتية.

من الضرورة بمكان وفقا المحلل السياسي الموريتاني توسيع دائرة التعاون مع البنوك التنموية الأخرى، مثل: البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لاقناع مستثمرين جدد بالمشاركة فضلا عن دعم مبادرات التمويل المستدام والذكي، وتقليل الاعتماد على القروض التقليدية عبر حلول تمويلية جديدة ومبتكرة