إسرائيل تشهد أعنف هجوم إيراني حتى الآن

إظلام كبير وأعضاء الكنيست يهرعون للملاجيء

شهدت إسرائيل تصعيدًا غير مسبوقًا من جانب إيران، إثر تعرضها لأطول وأوسع هجوم صاروخي منذ اندلاع المواجهة المباشرة بين الجانبين، في أعقاب الضربات الأمريكية التي استهدفت 3 منشآت نووية إيرانية.

ففي غضون 20 دقيقة فقط، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن رصد أربع موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية، أُطلقت من اتجاهات متعددة، واستهدفت مناطق تمتد من شمال إسرائيل إلى جنوبها.

تسببت هذه الموجات، التي تُعد الأعنف والأكثر كثافة منذ بداية التصعيد، في سلسلة من الأضرار الميدانية والاضطرابات داخل البنية التحتية المدنية والعسكرية الإسرائيلية.

تسببت الصواريخ الإيرانية في حرائق متعددة، أبرزها اندلاع النيران في مدينة صفد شمالي إسرائيل، نتيجة سقوط أحد الصواريخ أو شظاياه، بحسب الدفاع المدني الإسرائيلي.

كما أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية عن انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 8 آلاف منزل في مدينة أسدود، بعد إصابة منشأة طاقة “استراتيجية” هناك، وهو ما أكدته شركة الكهرباء الإسرائيلية.

وتزامنًا مع القصف، دوت صفارات الإنذار بشكل متواصل في مناطق واسعة من إسرائيل، شملت تل أبيب والقدس المحتلة، فضلًا عن مناطق متفرقة في الجولان، والسهل الساحلي، وعسقلان في الجنوب.

وقد اضطرت هذه الهجمات المتواصلة الكنيست الإسرائيلي، إلى تعليق جلساته واللجوء إلى الملاجئ، وسط حالة من الهلع.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن أربعة صواريخ إيرانية أصابت أهدافًا داخل إسرائيل: ثلاثة منها في الجنوب وواحد في الشمال، فيما أشارت تقارير أخرى إلى سقوط صاروخ إيراني جنوب القدس المحتلة. وقد سُجلت حرائق في مناطق مفتوحة نتيجة عمليات اعتراض الصواريخ، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تقديرات تشير إلى إطلاق 15 صاروخًا في هذه الجولة وحدها.

في السياق ذاته، كشف موقع “فلاي رادار” المتخصص بتتبع حركة الطيران أن خمس طائرات أجنبية علقت هبوطها في مطار بن جوريون الدولي قرب تل أبيب، نتيجة للمخاطر الجوية الناجمة عن الصواريخ.

رغم أن الجيش الإسرائيلي أكد تفعيل منظومات الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ، إلا أن حجم القصف وتوزعه الجغرافي الكبير أظهرا محدودية تلك المنظومات في منع الأضرار الكاملة، خاصة مع استمرار القصف لما يقارب 20 دقيقة متواصلة.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إيران أطلقت منذ بداية المواجهة ما يزيد عن 500 صاروخ، إضافة إلى أكثر من 1000 طائرة مسيّرة هجومية، وهو ما شكل ضغطًا كبيرًا على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وأثار تساؤلات داخلية حول مدى جاهزية الجبهة الداخلية لمواجهة حرب استنزاف طويلة الأمد.

ويظهر هذا التحول في الموقف الإيراني، بعد الضربات التي تلقتها المنشآت النووية الإيرانية أمس الأحد، استهدفت منشآت “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان”، بعد قرار أمريكي من قبل الرئيس دونالد ترامب، بالتدخل في الحرب.